تمثل سنوات المراهقة مرحلة استكشاف وتعريف الذات :
تعتبر نقطة تحول في حياة كثير من الناس. واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المراهقين اليوم يؤثر بالتأكيد على تلك المرحلة من تطورهم، بشكل إيجابي أو سلبي..
وتكشف الأبحاث عن العديد من السلبيات المرتبطة باستخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي. مثل مقارنة الذات مع الآخرين، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، أو الشعور بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية. كما أن استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الإجتماعي يؤثر بشكل كبير على النوم. وهو أمر ضروري وحيوي في سن المراهقة من جانب النمو والتطور..
كما أن سنوات المراهقة تمثل فترة البحث عن الهوية وتسمح وسائل التواصل الاجتماعي الآن للمراهقين بتصفح شبكة لا نهائية تضيف لاستكشافهم وبحثهم. ولكن قد يكون ذلك المحتوى الذي يبحثون خلاله غير جيد أو غير مفيد بالنسبة لهم.. وبينما يحاول المراهقون أن يتعرفوا بل ويعبّروا عن شخصياتهم وذواتهم الأصيلة. فقد يقارنون أنفسهم بصور غير واقعية بل بالفعل مزيفة لأشخاص آخرين..
وبينما يحاولون السيطرة على حياتهم وفهم الدور المطلوب منهم تأديته كمراهقين مقبلين على مرحلة الشباب. قد يكونون مرتبكين ومشوشين جراء ما يجدونه على الإنترنت..
ويعتبر أحد أكثر الأمور إثارة للقلق اليوم فيما يتعلق بـالمراهقين ووسائل التواصل الإجتماعي، هو أنهم غالباً ما يتخذون الكثير من القرارات السريعة وغير العقلانية، ويعود ذلك لطبيعة بيولوجيا أجسامهم وأدمغتهم في هذه المرحلة من حياتهم وهو أمر معروف..
ولكن اتخاذهم تلك القرارات السريعة والمتهورة أحياناً ومشاركتها عبر الإنترنت يمكن تضخيمهما بشكل كبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويصبح من الصعب سحب أو استعادة ما قاموا بنشره أو قوله بسبب الطبيعة الدائمة للإنترنت.. وهو الأمر الذي يمثل صعوبة يواجهها هذا الجيل من المراهقين اليوم، لم يتعرض لها أي جيل آخر من قبل.
لذا على الوالدين أن يبذلوا قصارى جهدهم في حماية المراهقين من إدمان وسائل التواصل الإجتماعي لما له من مخاطر كبيرة، وعليهم مراقبتهم عن كثب ومحاولة مناقشتهم حول الأمور المتداولة في وسائل التواصل وتحذيرهم من الانزلاق في هذا العالم الفضائي الافتراضي..