Search
Close this search box.

بين الأوامر والطلبات

بين الأوامر والطلبات

قد تكون بعض وسائل التربية معقّدة نوعاً ما وقد يكون البعض الآخر بسيط جداً لا يحتاج إلى خبرة عالية في مجال التربية. حيثُ بإمكان أي أب أو أم أن يتمرنا عليها ويؤدياها بكل سلاسة وبساطة..
ومنها الموضوع الذي نحن في صدده (الأوامر والطلبات). فنحن عندما نتعرّف على الفرق بين الطلبات عن الأوامر يصبح بإمكاننا استخدام هذا الفرق. الذي يجعل التعامل مع أولادنا ومساعدتهم على فهم ما نريده منهم أسهل بكثير..

وإليكــــــم الفـــــرق:

الطلب هو أن نسأل أحدهم بأن يفعل شيئاً ما وهو يعتمد عادة أسلوبا هادئاً مرناً ويفترض أنّ الشخص الآخر حر في الاختيار. يمكن له أن يقول (نعم) أو (لا) أو (ربما)..
في المقابل فإنّ الأوامر والتعليمات هي توجيهات للقيام بشيء ما. وهي عادةً ما تكون صارمة أو فيها غلظة وشدّة كما أنها تكون غير مرنة. وعندما نعطي التعليمات نتوقع الامتثال لها وأيضاً يمكن للشخص الذي نعطيه التعليمات أن يقول (نعم)، (لا)، (ربما). ولكن هذا يتطلب منه أن يتصرف خلافاً لما هو متوقع.

وقد وجد الخبراء أنّ الأولاد يتصرفون بثقة أكبر عندما يرى الأهل هذا الفرق بوضوح، لأنّ الخلط بين الطلبات والتعليمات كفيل بأن يخلق أنواع الصعوبات التي لا داعي لها وكما في المثال الذي سنورده وتذكروا وأنتم تفعلون هذا أنّ الأولاد يفهمون الكلام حرفياً بالتالي سيدفعهم الطلب إلى اعتماد المسألة في داخلهم فيما تدفعهم التعليمات إلى القيام في داخلهم بما نتوقعه منهم..

مثـــــال:

سأل الحارس السجين: هلّا دخلت إلى زنزانتك، من فضلك؟
فرد السجين: هل لدي أي خيار!؟
كرر الحارس كلامه: هلّا دخلت إلى زنزانتك، من فضلك؟
فكرر السجين كلامه أيضاً: هل لدي أي خيار!؟
وبعد تكرار الحديث مرة ثالثة، غضب الحارس، وكتب بحق السجين تقريراً إلى مدير السجن، يشرح فيه عصيانه للأوامر..
إذا، يبدو أنّ السؤال والتهذيب الظاهري، حملا في طياتهما تعليمات ينبغي إطاعتها، بينما كان سؤال السجين في محله في ظل هذه الظروف لكن لعله لم يكن حكيماً..
لذا قوموا بصياغة طلبكم كطلب، وأعطوا تعليماتكم وأوامركم كتعليمات وأوامر كي تكون التربية أوضح وأسهل بعون الله تعالى.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل