للمؤمن صفات كثيرة منها التشاور وهي صفة يبدو أنها ذات أهمية كبيرة لتسمية إحدى سور القرآن الكريم بهذا المعنى.
وسورة الشورى المباركة هي السورة الـ 42 من القرآن الكريم. وتصنف في الجزء الخامس والعشرين وإنها سورة مكية وترتيبها الـ 62. بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسميت بالشورى لأنها جاءت في الآية 38 من السورة “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”.
ومحور السورة وغايتها هو الوحي وتبيين التوحيد وصفات المؤمنين والكافرين وصفات المعاد.
وتضمّ توصيات لرسول الله بالثبات على الدين ودعوة الناس إلى الله. وتوحيد الديانات والنهي من الفرقة والإختلاف في الدين ومسامحة الآخرين وكظم الغيض.
وتشير السورة المباركة إلى مواضيع أخرى منها التوحيد والمعاد والتوبة والشورى والتعاون الإجتماعي والحكم.
مقاصد سورة الشورى
وهدف سورة الشورى هو الاجتماع على الدين، والتحذير من الفرقة، والأمر بالشورى. وقد جاءت مقاصد سورة الشورى تفصيلاً كما يأتي:
تنزيل الوحي وبيان مقاصده
تظهر الآيات الأولى من سورة الشورى أنَّ الدين الذي يدعو إليه رسول الله (ص) جاءه بأحكامه أنبياء الله الصالحون من قبل، وكلُّه حق، ومن اتخذ من غير الله آلهة، فالله تعالى يجزي كلَّ إنسان بحسب عمله، ولو شاء لترك الناس دون حساب ولكنَّ هذا يؤدي إلى معاملة الإنسان صاحب العقل معاملة بقية المخلوقات المنزوع منها العقل، ثمَّ تنكر الآيات القرآنية على المشركين إشراكهم بالله تعالى، فالله هو الواحد القاهر فوق عباده، القادر على البعث والنشور، وعلى إحياء الناس بعد موتها.
جزاء المؤمنين والظالمين
وتشير هذه الآيات على أنَّ كتاب الله تعالى هو الكتاب الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتبين أيضًا أنَّ الناجين هم العاملون بأحكام هذا الكتاب العظيم، ثمَّ توضِّح الآيات الكريمة أنَّ الله تعالى لطيف بعباده أجمعين، يرزق الكافرين والمؤمنين في الدنيا من عنده، ولكنَّه يوم القيامة يخصُّ المهتدين بجنات النعيم، وفي هذا تخيير للناس، فمن أراد الجنة عمل لها وسعى إليها في حياته.
ثمَّ تطرح الآيات تساؤلًا وهو هل وجد الكافرون في غير شريعة الله ما يغنيهم عن شريعة الله الأحد، وإنَّما هؤلاء يستحقون العذاب في الحياة والآخرة، ولكنَّ كرم الله وفضله أخَّر لهم العذاب إلى يوم القيامة، يوم يتملكهم الخوف والرهب مما ينتظرهم، ويوم يهنأ المؤمنون في الجنان خالدين فيها أبدًا.
آيات الله الدالة على قدرته وحكمته في الكون
تستعرض هذه الآيات بعض الدلائل على عظمة الله الخالق، كالسفن التي تجري في البحر، والرياح التي تسير بأمر الله تعالى، ثمَّ تذكر الآيات أنّ نعم الدنيا ومتاعها زائل وأنَّ الخالد هو نعيم الآخرة فقط، ثمَّ تصفُ الآيات المؤمنين بالحلم والعزيمة والعفو والمسامحة، ومن صفاتهم أنهم لا يقبلون بالذل وأنَّهم يعفون عندما يستطيعون العفو، وليس على من قابل العدوان بالمثل لوم ولا عتب، فاللوم على من يبدأ بالعدوان والظلم، والعفو والرحمة أكثر ثوابًا وأجرًا عند الله تعالى.