Search
Close this search box.

رياضة التفاهة والتطبيع

رياضة التفاهة والتطبيع

الحسين أحمد كريمو

تأملتُ طويلاً فيما يجري الآن في المنطقة مما يسمَّى بالمهرجان الكروي العالمي

الذي فازت في تنظيمه دولة صغيرة جداً من دولنا العربية لأول مرة واعتُبر ذلك قفزة نوعية باتجاه التألق العالمي وكأن هذه الدولة التي صرفت – على صغرها – ما يُعادل ميزانية تونس الخضراء – على حجمها وعدد سكانها- لعشرين سنة، أو أن ما صرفته تلك الجزيرة الخاضعة لنظام الإمبراطورية الأقوى والشيطان الأكبر في العالم بما تحتويه من قواعد لها ولحلفائها في المنطقة كلها.

وفكرتُ ملياً بهذا الذي يسمُّونه إنجازاً لهذه الجزيرة الرابضة على بحر من النفط والغاز. الذي هو ملك للأمة وأجيالها لتصرفه في رقي وتعليم ونهوض الأمة لتكون من أمم الصدارة في العلم لا في اللعب. والعجيب أنها في آخر القوم من حيث اللعب، هي وأخواتها من هذه المقاطعات التي يسميها نظام التفاهة المعاصر بالدول. وأي دول لمَنْ لا يملك قراره ولا أرضه ولا مقدرات شعبه. بل هو وكيل وشرطي يحرس لصالح العدو ويعطي الأتاوة للشيطان ليرضى عنه. ويدعه في منصبه الذي يعرف أنه ربما لن يبقَ فيه لحظة واحدة إذا لم يخدم سيده الطاغية في نظام التفاهة العالمية. والحضارة الرقمية.

والعجيب أيضاً

أن الاحصائيات العالمية للفقراء والجائعين في العالم التي تفوق ثلاثمائة مليون فقير وجائع ومحتاج.

إلى غذاء ليعيش ولمعالجة هذا الرقم الهائل من الأفواه والبطون الجائعة هو نفس ما صرفته تلك الجزيرة الصغيرة لتنظيم هذا المهرجان التافه. الذي لا غاية من ورائه إلَّا التفاخر. واللعب السياسي قبل أي شيء آخر، فالغاية منه أن الشيطان الأكبر سمح لهذه الجزيرة بتنظيم ذلك لأنه أراد لها أن تنظِّف دورها المشبوه، وسجلها الأسود في تدمير دول المنطقة وإعادة تسويقها لتظهر أنها راعية سلام ووئام بين الأنام ولكن بالرياضة. واللعب التافه الذي يصرف المال العالم ويأتي بشذاذ الأرض ليفسدوا الأخلاق، ويدوسوا القيم. ويأخذوا نصيبهم ويذهبوا من حيث أتوا فرحين يضحكون على ذقون أولئك الذي صرفوا مقدرات شعوبهم لعقود من الزمن من أجل تسويق طقس وثني وعبادة للأصنام والشرك بآلهة اليونان القديمة التي أطلقت هذه الألعاب عام 776 قبل الميلاد لأجل الآلهة والأصنام لا سيما الإله (زيوس) فأي فخر وشرف تبحثون عنه أيها المسلمون برعايتكم لهذا المهرجان؟

وهنا أذكر في بداية شبابي

حيث كانت هذه الصَّرعة وما يعبِّرون عنه باللعاب الصيفية، والشتوية، وكل أنواع الكرات، ولكل الأعمار فبحثت عن أصلها ومن أين انطلقت وما هو الهدف منها، ومَنْ الذي أطلقها فأذكر أنني قرأت فقرة من بروتكولات حكماء صهيون تقول: بأنهم سيشغلون العالم بالتوافه، من أجل أن يمرروا مخططاتهم التدميرية للمجتمعات البشرية لا سيما في نشر الفساد بينهم عن طريق الاختلاط بين الجنسين بهذه الحجج الواهية وبهذا اللباس الذي يفصِّلونه على أساس الفتنة وليس اللعبة الرياضية فترى الفتاة عارية وهي تمثل فتنة متحركة في لباسها فكيف إذا تخلَّت عن اللباس وعن الفضيلة والشَّرف والأخلاق لا سيما الحياء. الذي داسته هذه الألعاب بأقدامها فلم يعد لها وجود في نسائهم وبناتهم وكأنهن خُلقن بلا حياء، ولا فضيلة، ولا أخلاق.

وبعد أن أخرجوا أوربا ومَنْ يدور في فلكهم من غيرها جاؤوا بكل ما لديهم من شذوذ وشرك وكفر وعهر ليفرضوه علينا بالقوة، وليس بالمروَّة. وليجبروا المجتمع الإسلامي على التخلِّي عن قيمه وفضائله وموروثاته وأحكامه لصالح نظام التفاهة العالمي. الذي يقوده الشيطان الأكبر لملء الكون بالفساد ليظهر مسيحهم الذي ينتظرونه وما يسمونه ب(بالماشح). الذي لن يظهر إلا أن يملؤوا العالم بالفساد وعبادة البشر والحجر ولا تجد فيها أحداً يعبد الله.

هذا هو الهدف الاستراتيجي

لعقد هذه الألعاب التافهة في بلادنا ولكن الهدف التكتيكي لهم هو التطبيع مع العدو الصهيوني. الذي وجدوا أن الشعوب العربية والإسلامية ترفضه جملة وتفصيلاً. فأرادوا أن يسوِّقوا عربة الصهاينة عن طريق هذه الألعاب وفشلوا في ذلك لأن الأمة تمتلك الوعي الكافي لترفضهم وتعزلهم مهما حاولوا أن يغيِّروا جلدهم. وصورهم الباهتة كما تشهد وقائع هذا المهرجان التافه.

ويبقى ما عبَّر عنه الفيلسوف الكندي المعاصر (آلان دونو) في كتابه المعروف بـ(نظام التفاهة) الذي يمكن تعريفه بأنه: النظام الاجتماعي الذي يسيطر فيه الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم، وهذا ما نراه مشخَّصاً في هذه الألعاب التافهة. التي يراد منها تسويق الفساد والمثلية من جهة، والتطبيع مع الحركة الصهيونية من جهة أخرى ولا شيء وارء ذلك.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل