في ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام نتقدم إلى القارئ العزيز بالتهنئة والتبريك، ونقدم إليك نبذة من مواعظه الغراء آملين الانتفاع بها والاستفادة منها.
“طوبى للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة “.
طوبى للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة.. “.
“يا بني إسرائيل، زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثواً على الركب، فإن الله يحيى القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر “.
“بحق أقول لكم:
إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها وجهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل، وماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها؟ كذلك لا يغني عن العالم علمه إذا هو لم يعمل به. ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل، وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم! وما أوسع الأرض وليست كلها تسكن! وما أكثر المتكلمين وليس كل كلامهم يصدق! فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف. منكسو رؤوسهم إلى الأرض، يزوّرون به الخطايا، ويطرفون من تحت حواجبهم كما ترمق الذئاب، وقولهم يخالف فعلهم. وهل يجتبى من العوسج العنب؟ ومن الحنظل التين؟ وكذلك لا يؤثر في قول العالم الكاذب إلا زوراً، وليس كل من يقول يصدق”.
“بحق أقول لكم:
إن الزرع ينبت في السهل، ولا ينبت في الصفا، وكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبّار. ألم تعلموا أنه من شمخ برأسه إلى أسقف شجه. ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنّه. وكذلك من لم يتواضع لله خفضه، ومن تواضع لله رفعه. إنه ليس على كل حال يصلح العسل في الزِقَاق. وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر الحكمة فيها، إن الزّق ما لم ينخرق أو يقحل أو يتفل فسوف يكون للعسل وعاءً. وكذلك القلوب، ما لم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسها النعيم، فسوف تكون أوعية للحكمة “.