فيما يتعلق بالسيدة الزهراء (سلام الله عليها)، أقول، لا على سبيل ما هو دارجٌ ومتداولٌ على الألسن، بل الحق والإنصاف بأننا قاصرون، وإننا أقلّ وأحقر من أن يكون بوسعنا الحديث عن ذلك المقام الشامخ، وعن حقيقة نور تلك السيدة الجليلة وأمثالها من الأئمة المعصومين، فإن ألسنتنا وكلماتنا وأفهامنا أعجز عن أن نتمكّن من الحديث في هذه المجالات… يجب علينا أن ننظر إلى السيدة الزهراء (سلام الله عليها) من المنظار الثاني؛ ألا وهو كونها أسوة ومثالاً يحتذى به. فقد ضرب الله سبحانه وتعالى في القرآن امرأتين مثلاً كأسوة وقدوة للمؤمنين وامرأتين مثلاً للكافرين؛ ﴿وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾، وبعدها بآية: ﴿ومَرْيَمَ ابنةَ عِمْرَان﴾، حيث جعلهما أسوة لا للنساء المؤمنات فحسب، بل للرجال والنساء معاً. فبالإمكان أن ننظر إلى تلك الشخصيات العظيمة من منظار كونها أسوة وقدوة، وأن نستلهم الدروس منها. حسناً، فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي الصدِّيقة الكبرى، ومعنى ذلك أن هذه السيدة الجليلة هي الصدّيقة الأكبر بين الصدّيقين والصدّيقات. والآن نريد أن نتعلَّم الدروس منها؛ دروساً للنساء ودروساً للرجال، للجميع، العالمُ منهم والجاهل.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٦/٣/٣٠
حينما تريدون تعريف فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) عرِّفوها بحيث يستطيع الإنسان المسلم والمرأة المسلمة والشاب المسلم استلهام الدروس من تعريفكم، والشعور بالخشوع والخضوع والارتباط بصرح القدسية والطهر والحكمة والمعنوية والجهاد هذا. هذه طبيعة الإنسان. نحن البشر ميّالون إلى الكمال. إذا استطعنا تحقيق الكمال في أنفسنا حققناه، وإذا لم نستطع فسوف يتوجه الإنسان إلى من يجد الكمال متحققاً فيه. لنشرح للمستمعين هذا الكمال الذي نجده في فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وفي الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) وفي الأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلوات والسلام)، فينتهل المستمع هذه المعارف كالماء الزلال على شكل أشعارٍ وكلامٍ رصين وبأصواتٍ حسنةٍ وألحانٍ جيدةٍ سليمة، فَيَصِلُ هذا الزلال إلى جميع أنحاء جسده. هذه مهمة لا يستطيعها الكثير من الخطباء والمحاضرين والفنانين والمعلمين، لكنكم تستطيعون القيام بها فلا تُقصِّروا في القيام بها.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٠/٦/٣