الشيخ لؤي المنصوري
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ).سورة ابراهيم – الآية21
يؤكد القرآن الكريم على أمرين ضرورين الضعف والاستضعاف. وبيّنهما بصورة مفصلة في آيات ومواضيع متعددة، وبيّن أن الضعف أمر مذموم لا ينبغي أن يكون حالة من حالات الانسان. مهما كان انتماءه ومرجعيته وخليفته؛ لأنّ الضعف في حقيقته مسخ الهوية الانسانية. وقتل الروح، وموت العقل. وصيرورة صاحبه جسداً خاوياً واداة طيعة يسيرها الآخر حسب ما تمليه الرغبة والغريزة. ويقابله الاستضعاف والذي يمثل حالة إنسانية متقدمة تعكس القوّة النفسية والإرادة الحقيقية في رسم معالم الوجود وعدم الخضوع والخنوع لرغبة الغير المتماهية والمتمادية خلف الاوهام والاورام النفسية القاتلة.
وعند المنتهى تقع المفارقة في البعد الروئيوي للاثنين حيث يلجأ الضعيف إلى مماثله ويطلب منه ان ينجيه فيبررون ضعفهم بالقاء اللائمة على الحق تعالى وحيلولته دون هدايتهم. بينما يلجأ المستضعف الى الله تعالى ذو القوة الشديد.
﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)سورة القصص – الآية 5