الشيخ لؤي المنصوري
(َعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ) سورة الشعراء – الآية 40
حينما تهوى النفس شيئا فهي تسعى جاهدة لإيجاد مبررات ومواضعات وان كانت وهمية لدعمه ومن ثم الإيمان به. والآية المباركة تشير إلى أمرين مهمين
1: إن فرعون ومن معه لا يمانع من اتباع السحرة. ولكنه يرفض اتباع موسى عليه السلام في دعوة الحق؛ لأن السحرة تتوافق رؤيتهم مع اهوائه ونزواته. فهم تبع له بخلاف ما جاء من الله تعالى. فهو يضع الفطرة والعقل مقياسا لمنهج الحياة ويرفض سلطة الأنا والشهوة.
2: تقييد الاتباع بالغلبة في حقيقته تقييد للعقل وعدم إعطائه مساحته المطلوبة من الحرية التي تفسح له مجال التأمل والتفكير الكاشف عن الحقيقة بشكلها الواضح والجلي.