Search
Close this search box.

الوعد والنفاق

الوعد والنفاق

الشيخ لؤي المنصوري

قال الله تعالى : (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).سورة التوبة الآية 75

الآيات تعرض صورة جميلة ومعبرة وتبلور صورة فنية متوازنة تحتوي جميع عناصر الجمال والتحذير والمراقبة والمقايسة، فهي تتحدث عن قاعدة مفادها أن الوعد يتحول إلى وعيد يؤدي إلى الفساد والإفساد وقطع الطريق عن الضعفاء وأهل الفطرة الصادقة، يقطعون عهدا مع الله تعالى على أنفسهم مع ان ذلك ليس ضروريا بقدر ما يكون الباطن صادقا وصالحا، إلا أنهم يؤكدون ويوثقون الالتزام مع الجبار؛ ويؤكدون على أمرين أحدهما في غاية الأهمية

الأمر الاول:

الانفاق مما رزقهم الله تعالى على عيال الله جل وعلا.

الأمر الثاني:

الصلاح واعمار القلوب والنفوس بما يرضي الله تعالى، وهو في غاية الأهمية والخطورة؛ لأن الصلاح يتفرع منه الخير من عدل واستقامة وانفاق وبذل وغيره.

واذا ما رزقهم الله تعالى من فضله اذا هم يبخلون ويقبضون أيديهم ولا ينفقون شيئا وينقضون عهدهم الذي عاهدوه، وهنا يأتي الجزاء الإلهي ويقدم جزاء الأمر الثاني على الأول وهو أنزال النفاق على القلوب؛ وسببه أن وعدهم بالصلاح لم يكن واقعيا بقدر ما كانوا يبيتون المداهنة وهو مستور قلوبهم فلذلك قابله الله تعالى بالنفاق والكشف والبوح، ثم رجع الى الأمر الأول ووصفهم بالكذب؛ لأن المنافق لا يصدر عنه غير ذلك( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ).

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل