Search
Close this search box.

خط الإمام: العلماء في خطّ الإمام الخميني قدس سره

خط الإمام: العلماء في خطّ الإمام الخميني قدس سره

“إنّ تاريخ الحوزة العلمية والمسيرة المدهشة لعلمائنا الكبار وأسلافنا اللامعين يزخران بتجارب كثيرة.. وأقرب تجربة منّا هي تجربة هذه الشخصية العظيمة ” الإمام” التي استقطبت اهتمام العالم كلّه…”
القائد الخامنئي دام ظله

* العلماء: النظرة والممارسة:
للعلماء دور كبير في خط الإمام قدس سره، وقد استخدم الإمام تعبير الروحانيين ويقصد به الفقهاء والعلماء وطلاب العلوم الدينية، فكما نستخدم نحن تعبير المعمّمين، استخدم الإمام تعبير الروحانيين قاصداً به علماء الإسلام. وملاحظة الإمام لدور العلماء وأهميتهم ينطلق من خلال المفاهيم الإسلامية والآيات والأحاديث التي تجعل الإنسان يقف بإجلال لطلاّب العلوم الإلهية، كما في بعض الروايات إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به” و”فضّل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم”.

 وما شاكل من الروايات الموجودة، لكن ما نريد الحديث عنه ليس الجانب النظري لدور العلماء ومنزلتهم، وإنّما نظرة الإمام إلى الممارسة والدور التطبيقي الذي قام به علماء مدرسة أهل البيت عليه الصلاة والسلام: ما هودورهم وماذا يمثّلون في حركة الأمة؟ وكيف يجب أن تتعاطى الأمة معهم؟

على المستوى التاريخي يتحدّث الإمام عن العلماء بإجلال وتقدير لا مثيل له فنراه يقول: إنّ هؤلاء الفقهاء منذ عهد الأئمة وفي زمن الغيبة كانوا الأنصار الحقيقيين لأهل البيت عليهم السلام كأمثال محمد بن مسلم وأبان بن تغلب وزرارة بن أعين ومحمد بن عمير وهشام بن سالم وهشام بن الحكم الخ. وكان الأئمة عليه الصلاة والسلام يرجعون شيعتهم القاطنين في الأمصار البعيدة إلى هؤلاء الفقهاء لتعذّر الانتقال على ابن الكوفة وابن خراسان وابن مصر في ذلك الوقت إلى مكان وجود الإمام، وسؤاله عن أحكام الإسلام.

وبالإضافة إلى ذلك، كان الأئمة عليهم السلام يحرصون على الالتقاء بشيعتهم في موسم الحج لتبليغهم أحكام الإسلام وإجابتهم على استفساراتهم وأسئلتهم، حيث كان من جملة أسئلتهم مثلاً أنّنا نحن في الأمصار البعيدة فإلى من نرجع في أحكام ديننا، فيأتي الجواب بالرجوع إلى فلان مثلاً في مصر وإلى ذاك في الكوفة.. إلخ. ولولا هؤلاء الفقهاء في حياة أهل البيت عليهم السلام لم يصل إلينا شيء من الإسلام، ولكان ضاع كلّ شيء لم يصل فكر أهل البيت عليهم السلام وتراثهم وفقههم إلينا. والفضل في ذلك يرجع إلى التضحيات والدماء المبذولة إلى درجة وصل الأمر في مرحلة من مراحل تاريخ أهل البيت عليه الصلاة والسلام أنّ الرجل الذي يقول حدّثني جعفر بن محمد وموسى بن جعفر،

 كان مصيره أن يلقى في غياهب السجون وأن يقتل ويشرد، الأمر الذي اضطرهم إلى استخدام تعبير “الصاحب” و”الرجل” فكانوا يقولون حدثني “الصاحب” و”الرجل” كناية عن الإمام عليه السلام: فالمطلوب إذاً استحضار جهود العلماء على مدار التاريخ، ودورهم في إيصال هذا التراث إلينا.

فالشيخ الكُليني صاحب كتاب الكافي مثلاً، بقي عشرين سنة يجمع أحاديث أهل البيت عليه الصلاة والسلام حيث كان يدور من بلدٍ إلى آخر لاستقصائها، وكذلك الشيخ الصدوق انتقل هوالآخر بدوره من مصر إلى آخر وهويجمع الأحاديث، وكانت جهود هؤلاء العلماء تحت أشدّ الظروف وطأة من حيث القهر والحرمان والملاحقة من قِبل السلطات الحاكمة؛ هؤلاء أمثال الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي وسائر سلسلة هؤلاء العظام هم الذين حفظوا الإسلام، فتحقّقت من خلالهم الإرادة الإلهية في حفظ الذكر الإلهي: ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون﴾ ” الحجر/9″ .

* حفظ الأمة من الضياع:
لم تكن المحنة التي عاشتها الأمة خلال مئات السنين الماضية هي محنة أميركا والاتحاد السوفياتي، بل كانت محنة من الداخل، محنة الحكام والسلاطين الذين حكموا باسم الإسلام، ومارسوا القهر والإذلال تحت هذا العنوان، وإذا أردنا التدقيق في المسألة، وعرفنا ما تعرّض له خط التشيّع خلال فترة تزيد على ألف سنة، لرأينا أنّ هناك معجزات قد حفظت هذا الخط من الإضمحلال، لأنّه لو أردنا أن نرجع إلى الأسباب والعوامل الطبيعية التي تحكم حركة التاريخ والمجتمع البشري، نرى أنّه لا يمكن لهذا الخط المحارب والمضطهد في كلّ العصور، والذي كان يقتل فيه الأئمة عليهم السلام وأتباعهم – كما في العصرين الأموي والعبّاسي – أن يبقى بهذا الصفاء والنقاء والأصالة، وكذلك أتباع هذا الخط حتّى يومنا هذا، إذ أنّ من جملة الممارسات التي طالبت شيعة أهل البيت عليهم السلام، لاسيّما بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام، وفي زمن معاوية، كان شطب اسم من ثبت ولاؤه وحبه لعلي عليه السلام من الديوان، ويعني ذلك عدم قبوله شهادته أبداً.

وأصبح سبّ الأمير عليه السلام على المنابر سنّة، وأتباعه ملاحقون في كلّ الأمصار، فتُهدم بيوتهم وتصادر ممتلكاتهم، ويقتلون ويشردون من مكان إلى مكان. ولم تقتصر هذه الممارسات على زمن الأمويين والعباسيين فقط، وإنّما امتدّت إلى زمن قريب قبل سبعمائة عام في إيران، حيث كان الذي يثبت تشيّعه يحرق؛ لكنّها الآن دولة موالية لأهل البيت عليهم السلام، تحتكم بحكمهم وتعمل تحت راية الإمام الحجّة عليه السلام وقيادته. فالإمام المقدّس عندما يتحدث عن الفقهاء، يتحدّث عن هؤلاء الذين حفظوا خط التشيّع ودافعوا وضحّوا من أجله، أمثال العلامة الحلّي وأبيه وأخيه والشيخ البهائي، وعلماء جبل عامل، والذين كان لهم جميعاً الفضل الكبير في تشيّع إيران وحفظ هذا الخط فيها، ووصولها إلى ما هي عليه الآن.

وللدلالة على إيمان الإمام الراحل وقناعته بهذه الحقيقة ننقل هذا الكلام التالي عن لسان وليّ أمر المسلمين حفظه المولى، حيث يقول:
“قبل عامين وثلاثة، كنت بحضرة الإمام – رضوان الله تعالى عليه- في إحدى المناسبات، وأردت أن أعرض على سماحته أمراً. فقلت له جملة هي: إنّني أعتقد أنّ انتصار هذا النظام لم يكن بفضل شأن علماء زمننا وجاههم واعتبارهم، بل كان ما وظفناه من أجل انتصار هذه الثورة عبارة عن شأن علماء الشيعة السابقين أيضاً وجاههم واعتبارهم ابتداءً من عصر الشيخ الكليني والشيخ الطوسي إلى عصرنا الحاضر.. أنفقنا ما ادخرناه منذ ذلك الحين وحتّى الآن فانتصرت هذه الثورة كانت معجزة حقاّ. كانت هذه وجهة نظري، ويبدوأنّ ذلك الرأي قد وقع موضع الرضا عند سماحته آنذاك، وقد كان مؤيداً له”.

* العلماء ضمانة عدم الانحراف:

يعتبر الإمام المقدّس أن وجود العلماء في الساحة وفي أية حركة ثورية هو الضمانة للأصالة وعدم الانحراف، لأنّ جذور تربية العلماء وعمقها أصيلان ولا يعتمدان على الثقافة المستوردة من الشرق والغرب، مضافاً إلى تميّز أوساط العلماء بالتقوى والورع والزهد، فهذه هي سيرة الصالح من علمائنا.

هذا الأمر جعل الإمام يركّز على العلماء في حين كان هناك تيّار مستتر بستار الدين يعمل وبقوة ضدّهم – خاصّة في الجامعات – وذلك بالتقليل من شأن العلماء واعتبارهم أنّهم ممن لا دور لهم وبأنّهم من متاحف التاريخ، حتّى أنّ بعض المثقفين المتدينين ممن لهم كتابات إسلامية وكانوا يصلّون صلاة الليل، عملوا في هذا الاتجاه، ولذا نرى الإمام يركّز قبل انتصار الثورة وبعدها على أنّ الثورة بدون علماء روحانيين هي ثورة محكومة بالفشل، ويستطيع الغرب أن يصادرها في أي وقت. وعليه، فإنّ الإمام يرى أنّ على العلماء – باعتبارهم قادة الأمة – أن يكونوا حاضرين في الساحة ليقودوا الناس ضدّ الطغاة والمستكبرين، وأن يعيشوا هموم الأمّة وتطلّعاتها.


ولذا نجده يقول في إحدى المناسبات:

“إنّ المسلمين اليوم وخصوصاً العلماء الأعلام منهم يتحملون مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى، وبسكوتنا فإنّ الأجيال سوف تبقى إلى الأبد معرّضة للضلالة والكفر، ونحن مسؤولون عن ذلك”.

* تصنيف العلماء عند الإمام:

يمكن أن نرى التصنيف التالي للعلماء في فكر الإمام الخميني المقدّس، على الشكل التالي:

أ-علماء البلاط ووعاظ السلاطين:
وهؤلاء هم العلماء الذين يعيشون في خدمة السلطات الجائرة. وكما تحدّثت عنهم الروايات الكثيرة، فإنّهم يكونون سبباً لسفك الدماء أكثر من السلاطين والملوك الذين يعملون في خدمتهم، لأنّهم يشكلون الغطاء الشرعي لهم ويضلون العوام من الناس، ومثل هذا الصنف من العلماء ما زالت توجد نماذج منه في السعودية ومصر والعراق وغيرها من البلدان، أمّا بالنسبة إلى موقف الإمام من هؤلاء، فإنّه يرى أنّ على الأمّة فضح هؤلاء وكشف زيفهم، لكي لا يؤثروا على العوام من الناس ويخدعوهم.

ب-العلماء المتحجرون:
هؤلاء ليسوا وعّاظ سلاطين ولا علماء بلاط، لكن نتيجة فهمهم الخاطئ للإسلام وأفقهم الضيّق، مضافاً إلى تحجّرهم بحيث لا يقبلون نقاشاً حول الأفكار التي يحملونها، تراهم منغلقين على أنفسهم، ومفاهيم الإسلام ضائعة عندهم.

ج-العلماء المتقدسون:
هم أدعياء القداسة، لا يقومون بأيّ عمل ولا يتدخلون في أيّ شأنٍ من شؤون الأمة. هؤلاء يحصرون دورهم في المساجد ومجالس الذكر والدعاء فقط حتّى أنّهم لا يدرسون في الحوزات العلمية.
لكن حتّى ولوأنّ العلماء المتحجرين والمتقدسين ليسوا وعاظ سلاطين إلاّ أنّهم يخدمونهم بطريقة تفكيرهم وسلوكهم الخاطئ من حيث لا يشعرون، وقد صرّح الإمام في بيان له بقوله: “إنّ أباكم العجوز هذا تحمّل من الآم هؤلاء المتحجرين والمتقدسين أكثر مما تحمّل من آلام أميركا وصدّام والشاه”. فقد كانوا يُكفرون ويُفسّقون كلّ من يقوم بالثورة ضدّ الظلم والظالمين، ويعتبرون مثل هذا العمل تدخلاً في السياسة، وهومما لا يجوزونه ويعتبرونه منافياً للقداسة والتقوى.

وقف الإمام منهم موقفاً محايداً في بدايات الثورة، لكن عندما ابتدأت المخابرات العالمية تخترقهم وبدأوا هم يكيلون الإتهامات للجمهورية. واعتبروا أنّها ليست دولة المهدي عج الله فرجه الشريف ، ودولة الإسلام، اضطر الإمام قدس سره أن يشنّ عليهم حرباً وأن يفضحهم أمام الأمّة: هؤلاء الذين لا يجوّزون لأنفسهم أن يتدخّلوا في السياسة، كيف يمكنهم أن يقذفوا الدولة الإسلامية بهذه الاتهامات، وأين كانوا قبل انتصار الثورة، ولماذا لم يتكلّموا كلمة ولوواحدة ضدّ الشاه؟؟

د-العلماء العاملون:
هذا الصنف من العلماء هم من يطلق عليهم الإمام الراحل اسم “الروحانيين”، ويعتبرهم أتباع الإسلام المحمدي الأصيل، ويجلّهم، ويقف على جهودهم وجهادهم – حتّى الشهادة. وممّا يذكره أنّ نسبة ما قدّمه العلماء وطلاّب الحوزة الدينية على الجبهات يفوق بكثير ما قدّمته سائر الفئات الأخرى كالجامعيين أمثال المهندسين والأطباء، والتجار، ممّا يدلّ على فاعليتهم.

ومن هنا فإنّ الإمام كان يرى أن يتسلّم هؤلاء العلماء المواقع الأساسية في الدولة، وفي بعض المؤسّسات الأخرى اعتمد قدس سره نظام الممثلية في كلّ مؤسّسة. فبالنسبة لقيادة الحرس مثلاً، لم يعين قائد حرس من الروحانيين لكنّه عيّن إلى جانبه ممثلاً له من الروحانيين في هذه المؤسّسة، وكذلك في جهاد البناء وسائر مؤسّسات الثورة الأخرى، وعبرهم كان يستطيع أن يحيط بنشاط هذه المؤسّسات وعملها، حيث شكّلوا الضمانة لسلامة خط الثورة ومسارها.

* العلماء بين خط الانحراف وبين الخط الإسلامي الأصيل:
“إذا لم تأخذ الحوزات بعهدتها وعلى عاتقها تربية الفقهاء والعلماء والخطباء الموجهين والذين هم محل محبّة الناس فيجب أن ننتظر فاجعة هزيمة الجمهورية الإسلامية، والإسلام العظيم”.
على الأمّة أن تميّز بين العالم الصالح والعالم الطالح، فإذا رأت الأمّة عالماً صالحاً فلا يعني ذلك أنّ جميع العلماء صالحون. وفي المقابل عليها إن رأت عالماً فاسداً أن لا تحكم بفساد سائر العلماء الآخرين. فالعلماء مثل سائر البشر فيهم الصالح وفيهم الطالح، ولذا فقد تأسّست في إيران محكمة خاصّة بالروحانيين في حياة الإمام، ومن جملة أحكامهم – وهي ما زالت إلى الآن – تجريد هؤلاء من اللباس الذي يتزيّون به، حرصاً على الزي واحترامه، لما يمثل من موقع خاص في قلوب الأمة، ولا يخفى على أحد أنّ بعض الأجهزة الحاكمة في زمن الشاه كانت توظف بعض الناس وتلبسهم هذا الزي المقدّس، وتدفعهم إلى ممارسة بعض المنكرات لإسقاط هيبة العلماء.

* حياة العلماء:
إذا كان المطلوب أن يكون للعلماء حضور على مستوى حياة الأمة، فالمطلوب أيضاً – كما يرى الإمام – أن لا يكون هناك تفاوت فاحش على المستوى المعيشي بين حياة العلماء وحياة الناس لأنّ ذلك يسبّب أزمة ثقة بينهما، فالعلماء يفترض بهم أن يكونوا أمناء على الإسلام وعلى مصالح المسلمين. وعليه، فإنّنا نفهم لماذا حذّر الإمام العلماء من الإنكباب على الدنيا والاهتمام بحياتهم الشخصية لدرجة تكون معها الفوارق كبيرة بينهم وبين الناس، قال الإمام الراحل:

“إنّ الأمّة تتوقع منكم أيّها المعمّمون أن تكونوا مؤدبين بآداب الإسلام، وأن تكونوا حزب الله، وأن لا تهتموا ببهارج الدنيا وزخارفها، وأن لا تبخلوا عن بذلك كلّ ما تستطيعونه في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وفي خدمة الأمة الإسلامية.. فإذا رأت الأمة منكم خلاف ذلك، ورأت أن همّكم ليس هوالتوجّه إلى قوى الغيب بل كلّ همّكم هوالدنيا والمصالح الشخصيّة كما يفعل الآخرون، إذا رأوكم متنازعين على الدنيا ومتخاصمين في أهوائكم وقد اتخذتم الدنيا متجراً من أجل الوصول إلى الأغراض الدنيوية الدنيئة.. فإنّ الأمّة سوف تنحرف حينئذٍ وسوف تسيء الظنّ بكم وتصبحون أنتم المسؤولين عن ذلك حينئذٍ”.

ويعتبر الإمام قدس سره أنّه في حال وجود ضرورة ما، يجب أن تقدّر الضرورات بقدرها. فلوفرضنا ضرورة أمنية مثلاً لعالم ما في أن يمتلك سيارة مصفحة أن اثنتين، وأن تكون عنده مرافقة أمنية للحماية، فلا مانع من ذلك بشرط أن لا يتجاوز ذلك إلى مساحة حياته الشخصية والعائلية، بحيث يخوّل لنفسه أن يكون مميّزاً عن سائر الناس، فتهتزّ الثقة بهذا العالم، وقد ينعكس هذا الإهتزاز على مستوى ارتباط الأمّة بقيادتها.
هذا الحرص على عيش الحياة البسيطة مثل بقية الناس، هو الذي مكّن الإمام أن يمتلك قلب الأمّة وأن يتغلغل إلى وجدانها.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل