نقد الرؤية الليبرالية لنهاية العالم
المدرسة الليبرالية تعتقد ان الدين لا مكان له في الشأن العام وهذه المدرسة متمثلة اليوم بالغرب وان الرؤية المادية لنهاية العالم وفق هذه المدرسة هي ان هناك ضبابية في نهاية العالم او نهاية التاريخ فهي حالة سوداوية تنتهي بنيزك او غير ذلك ونهاية هذا الانسان كمبدع وفاعل بهذه الحياة فهل يتطور اكثر ام ان التطور وصل الى المرحلة الاخيرة فالمادة العمياء والصماء هل يمكن لها ان تنشئ الاخلاق والضوابط الاخلاقية او تحكم مسيرة التشريعات فهي عاجزة عن ذلك تماماً.
مداخلة الاستاذ الحداد:
ان النبي الاكرن “ص” اطلق عليه بأنه الصادق الامين في زمن الجاهلية فقد اتى بهذه الصفة واطلقت عليه من المجتمع وليس من الدين وكذلك الحضارات الاخرى فهناط صدق وامانة واخلاق عند حمورابي وغيره فلا يمكن ان نضع الفكر الديني في قبال الفكر المادي وهذه المقابلة فطرية فتكون من من جانب روحي وجانب مادي فلا يمكن اخراج الدين عن الانسان .
الشيخ لؤي المنصوري:
عند رفض الدين ورفض الغيب لا يمكن ان نؤسّس لقضايا اخلاقية ومعنويّة مثل الرحمة والاخوة والصداقة فالمادة لا يمكن لها ان تصنع ذلك فمن هذا المنطلق ذهبت النظرية الاسلامية الى عدم امكان فصل الدين لانه هو الذي يخاطب الجنبة المعنوية في الانسان فعندما نقول ان العرب يصفون النبي “ص” بالصادق الامين فهم كانوا يعتقدون بالغيب ايضا لكن اخطأوا بالتطبيق.
فالنظرية المادية قيدت العقل وخصوصاً بعد سقوط الشيوعية وانهيار جدار برلين بين الالمانيين.
فوكوياما يقول في كتابه نهاية التاريخ والانسان الاخير ان سقوط الشيوعية اوصلت الفكر الانساني الى سقفه ونهايته فيما ان الليبرالية هي التي تحكمه وان نهاية التاريخ في الفكر الليبرالي المادي.
الاستاذ حسام الحداد:
ان حركة العلم في حال تطور مستمر ولا يستطيع احد ان يقول هذه هي النهاية وما دام العلم قابل للتجربة وقابل للصح والخطأ فلا يمكن قبول كل شخص ما يدعيه من نهاية العالم . وحتى اطروحة فوكوياما هو تخلّي عنها .
الفكر الليبرالي يرى ان الانسان قادر على التخلص من المشاكل وان العقل قادر على توليد الرفاهية لجميع افراد المجتمع ومسألة الاختلاف مع الاخر وقبول الاخر هذه نظرية مقبولة حتى عند المسلمين ولازم ذلك ان يكون هناك تغيير.
فالدين ينظم حركة الانسان وليس الانسان هو الذي يخترع الدين والقيم كلها موجودة عند الانسان مهما كان الدين والعقيدة التي يتبناها .
د. حسن جابر:
نظرية فكوياما هو تخلى عنها لانها كانت ردّة فعل عند سقوط الاتحاد السوفيتي ولذلك اعتبر هذا التقويم لفكرة الليبرالية هي نهاية التاريخ. أمّا من اين ابدأ واين انتهي هذا السؤال الذي لا يمكن للفكر المادي ان يجيب عليه فالتاريخ له هدف وهذا الهدف ان البشرية تتجه نحو التقدم.
الاستاذ الحداد:
ان الاديان كلها عندما تحللها تجد ان هناك عنف وقتل والسبب في ذلك ان المطبق للدين هو الانسان والانسان متغير بغض النظر عن الفكرة التي يحملها فلا يمكن ان نطبق قاعدة اما مسلم واما كافر اما هذا واما هذا بل لابد ان نقول ان الدين والفكر الذي يحمله الانسان متوارث في جيناته اما يحمله ويطبقه فليس للدين اي دور له .
ان القوى الغربية احكمت سيطرتها على العالم بعد انهيار جدار برلين وبعد ذلك تم طرح نظرية نهاية التاريخ لكن حصلن هنالك متغيرات كثيرة اثبتت فشل هذه النظرية.
فامكان وجود تصور اخر عن هذه الحياة في المدارس المادية وخصوصاً الليبرالية امر معقد وسوف تصل هذه المدارس بل وصلت الى طريق مسدود وسوف تنهار لانها تعاني من حالة ديمغرافية ولا نجد حلا مقبولا لان النظرية الليبرالية اعتمدت على ركيزتين هي محاربة الدين والحرية المطلقة ولذى اصيبت بالفشل.
فالايمان بالغيب والنظرية الاسلامية التي تعتقد بأن هناك نهاية سعيدة للعالم عن طريق المنقذ الذي يملئ هذه الارض عدلاً وقسطاً هي التي سوف تكون نهاية التاريخ.