المقصود من الإسرائيليات كل ما دخل في التراث الإسلامي.
متى دخلت الإسرائيليات؟ وكيف دخلت؟
المسعري: دخول الإسرائيليات أمر طبيعي، لأن القرآن جاء إلى أمة أمية ونزل في هذه الأمة، وجاء ذكر التوراة والإنجيل وبني إسرائيل خاصة فكان هناك دافع قوي لمعرفة الأمم السابقة فمن الطبيعي جدًا أن تدخل بعض الأساطير السابقة.
– الأمة لم تكن لها ثقافة عالية بل ديوانها هو الشعر ويتغزلون بالأصنام وغيرها تحت مسميات أنها بنات الله أو غير لك.
– من جانب آخر إن الإنجيل المنزل والتوراة هي غير التي كانت متداولة عند الناس.
– الذي تسرب لثقافة المسلمين من التوراة والإنجيل الي يسمونه عندهم وليس التوراة والإنجيل المنزل من السماء.
خلطوا بين التوراة المنزلة وبين ما يسمونه بالتوراة عند اليهود، وكذلك الأناجيل وهذا الخلط موجود عند المسلمين إلى هذا الوقت.
الموسوي: اختلاف الثقافات هل له دور في دخول الإسرائيليات كالثقافة الفارسية وغيرها؟
المسعري: لم يدخل في تراثنا شيء من الفرس وغيرهم بل الذي دخل في التراث هو من أهل الكتاب فقط. من كتبهم المحرفة التي بين أيديهم هه فقط التي كان لها الدور الرئيسي في وجود بعض الأكاذيب والقصص الغير واقعية في تراثنا الإسلامي، خصوصًا بعد الفتوحات وانتشار الإسلام.
الموسوي: قصة أهل الكهف غير موجودة بالعهد القديم؟
المسعري: قصة أهل الكهف متأخرة ووجدت بالتراث المسيحي المتأخر وإن أهل الكهف الظاهر كانوا بعد المسيحية وقبل إرسال النبوة بفترة.
أما قصص الأنبياء السابقين كآدم وشيت وغيرهما كلها ترجع إلى التراث القديم.
الموسوي: هناك قصص ومرويات كثيرة دخلت بتراثنا الإسلامي عن وهب بن ……. وتميم الداري وكعب الأحبار وعبد الله بن سلام.
المسعري: توجد روايات فيها رائحة أنها دخلت من أهل الكتاب وهي روايات أبو هريرة مع كعب الأحبار وأن أبا هريرة ظن أنها من النبي لأنه سمع من النبي ومن غيره ومن كعب الأحبار فهنا اختلطوا عنده فكان ينقل عن غير النبي (ص) ويظنها للنبي فكانت تخونه الذاكرة. فتسرب مما يرويه كعب الأحبار إلى أبي هريرة وكعب الأحبار يحدث عن الكثير التي عنده من أهل الكتاب وهذا وارد جدًا.
الموسوي: رواية حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فيها مشكلة لأنها مروية بعدة ألفاظ ففي البخاري حدثوا عن بني إسرائيل وفي مسلم عن أبي سعيد الحذري حدثوا عني ولا حرج.
المسعري: حتى لو كانت هناك مشكلة الكلام في الفهم بالإضافة إلى الإسناد فهنا لابد أن نميز الواقعة ونفهم الألفاظ. فإن الناس لم يميزوا هذه الروايات.
مثلًا عندما يحدثون عن أعمار بعض الأشخاص ألف سنة وألفين وغير ذلك لأن ذلك في كتب العهدين موجود، وبالقرآن ذكر نوح وأنه عمر ألف سنة إلا خمسين عامًا فأخذت الناس تصدق كل ما يقال.
فدخول الإسرائيليات شيء طبيعي في هذا الأمر لأنهم لم ينظروا إلى نصوص القرآن لأن القرآن يصرح أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم وهذا لم يأخذها الناظرون بعين الاعتبار.
الموسوي: الطبري رجل محقق ومدقق لكنه ينقل روايات بمجرد النقل.
المسعري: بعدما ينقل بالأخير يذكر الراجح عندي لكن أيضًا فاتته أشياء كثيرة بدون منهجية.
المنهجية من بعد عهد الصحابة لم يكن هناك جهابذة إال علي بن أبي طالب وابن عباس والبقية من الصحابة لا توجد عندهم تلك النظرة الشمولية للقرآن بحيث يتدبره بكامله ثم أنه ليس كل شخص اطلع على الحديث يتأمله.
وهناك إشكالية أخرى أن النقل في بعض الأحيان يكون مبتور.
الموسوي: بعض الوهابية ينقلون أن ابن عباس وعلي بن أبي طالب يروون الإسرائيليات.
المسعري: هذا كلام مذهبي استفزازي لا قيمة له.