أثبتت زينب الكبرى (سلام الله عليها) للتاريخ والعالم أجمع القدرة الروحيّة والعقليّة العظيمة للمرأة، هذا أمرٌ في غاية الأهميّة. ورغماً عن أنوف أولئك الذين كانوا في ذلك الزّمان أو في زماننا بنحوٍ من الأنحاء يهين كلّ واحد منهم المرأة بأسلوبٍ معيّن، أثبتت السيّدة زينب (سلام الله عليها) رفعة منزلة المرأة وعظمة قدرتها الروحيّة والعقليّة والمعنويّة.
أثبتت زينب الكُبرى (سلام الله عليها) نقطتين: أحدهما أنّ المرأة قادرة على أن تكون محيطاً عظيماً من الصّبر والتحمّل؛ وثانياً أنّها قادرة على أن تكون قمّة عالية من الحكمة والتدبير. هذا ما أثبتته زينب الكبرى على أرض الواقع، ليس فقط لأولئك الذين كانوا في الكوفة والشّام، بل للتاريخ والبشريّة جمعاء.
صبر زينب الكبرى (ع) وتحمّلها في مواجهة المصائب غير قابلان للتوصيف. الصبر على استشهاد 18 من أقربائها في يوم واحد، وعلى الإهانات واحتضان الأطفال اليتامى والنسوة الثكالى! حقاً أظهرت (ع) محيطاً من الصبر والسكينة. إن المرأة تستطيع أن تصل هذه النقطة العظيمة من القدرة الروحية والمعنوية.
قيمة التّمريض تكمن في كون هذا العمل صعباً؛ وذاك العمل الذي يُنجز بصعوبة، ويتحمّل المرء المشقّات من أجله، له قيمة أعلى في الميزان الإلهيّ لأنّ هذا العمل يترافق مع الصّعوبات، لذلك فإنّ قيمة التّمريض تنطوي على قيمة مضاعفة؛ أكثر من المساعدات الأخر لأنّه عملٌ صعب.
يوجّه أهل السلوك والسير التوحيدي والأخلاق وأمثال هذه الأمور تعليمات تخصّ التحرّك السلوكي، ومن تعليماتهم مساعدة المحتاج إلى المساعدة. أي أنّكم أنتم – الممرّضين – عندما تنهمكون بأداء عملكم تنهضون بواحدة من التعليمات المهمّة في السلوك التوحيديّ وتنفّذونها. هذه أهميّة هذا الأمر وهو ذا قيمة رفيعة.
لدينا تقصيرٌ في مجال السّرد الفنّي لهذه الأحداث، الأحداث في المستشفيات، هذه المشقّات التي يواجهها الممرّضون والمصاعب كلّها ذات طابعٍ فنّي، وهذه وفق التعبير الأجنبيّ الرائج في لغة الفنانين ذات طابع دراماتيكي، ويُمكن إنتاج برامج فنيّة جذّابة؛ فليحضروا في الميدان، وليأتوا بأنواع الفنّ، إن كانت الفنون الاستعراضيّة، أو الفنون التشكيليّة، أو الشعر أو الأدب، هذه ذخائر ثقافيّة عظيمة.