إن الشرك في الدين الإسلامي ذنب لا يُغفر وإن دراسة مفهوم الشرك يوضّح لنا صفات هذا الذنب العظيم.
وقال الله تعالى في الآية 48 من سورة النساء المباركة“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”، كما جاء في الآية الـ116 من هذه السورة المباركة “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”
في الحقيقة إزالة الشرك يجب أن تكون قبل التوحيد ومقدمة عليه وذلك لأن كلمة “لا إله” جاءت قبل “إلا الله”.
وأشار القرآن الكريم إلى جذور الشرك فقال تعالى في الآية 41 من سورة العنكبوت المباركة ” مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”، كما قال تعالى في الآية الـ16 من سورة الرعد المباركة “قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا”.
وألم نرى بأن الله أهلك قارون وفرعون وأتباعهم وهم عاجزون وفي العهد المعاصر ألم نرى بأن الله شاء أن ينصر الإمام الخميني (ره) رغم عمل الشرق والغرب على مناصرة “الشاه”.
كيف يشرك بعض البشر بالله تعالى ولكنه نجى سيدنا إبراهيم(ع) من النار ونجى النبي يوسف(ع) من البئر ونجى يونس(ع) من بطن الحوت ونجى النبي محمد (ص) من بين المشركين الذين أحاطوا به وحفظ مؤسس الثورة الاسلامية في ايران الإمام الخميني (ره) من القوى العالمية.
مأخوذ من كتاب “أصول العقائد(التوحيد)” بقلم الباحث الايراني في الشؤون القرآنية “الشيخ محسن قرائتي”