Search
Close this search box.

السابع من أكتوبر وتغيير المعادلات

السابع من أكتوبر وتغيير المعادلات

بقلم : عامر ملا عيدي

لم يكن الانهزام العسكري والاستخباري وحده الذي مني به الكيان الصهيوني اللقيط خلال وبعد السابع من أكتوبر بل كسر طوفان الأقصى الآلة الإعلامية المهيمنة على عقول هذا الجيل البشري، ولا أتحدث عن الفشل و الهزيمة العسكرية الصهيونية فهي جلية واضحة بينة للعيان، حيث لم تستطع قوة الجيش الصهيوني ومن خلفها كل نظام القطبية الواحدة ان تصمد أو تحقق نصرا على شريط من الأرض المحاصرة من كل مكان يبلغ طوله اثنين واربعين كيلو مترا وبعرض ثلاثة عشر كيلو مترا من الشمال وأربعة كيلو مترات من الجنوب رغم ادعاء الصهاينة أنهم يملكون جيشا لا يقهر ومن خلفهم ترسانات أمريكا والغرب والحكام العملاء المحيطين بغزة وفلسطين وخبرات الجهد الاستخباري المتطور والمدعوم بالاقمار الاصطناعية وذوي الخبرات المهنية العالية، حيث كسرت حماس وهي حركة تعتبر صغيرة قياسا بجيش العدو والاساطيل والمرتزقة والامكانات، فالحديث عن هذا الانكسار الصهيوني الأمريكي له من الحديث الكثير وله خبراؤه، اما الانكسار الإعلامي الكبير الذي أحدثه هذا الطوفان المقدس في مجال الإعلام على مختلف مستوياته وأذرعه وخبراته لا يقل أبدا عن الهزيمة الكبرى للعسكر والاستخبارات، فعلى مدى أكثر من سبعين عاما حاول ويحاول ترسيخ فكرة الحق الصهيوني في أرض فلسطين، لكن الطوفان منذ سبعين يوما قلب الطاولة رأسا على عقب، فنرى شعوب أمريكا وأوروبا وكل شعوب القارات الاخرى خرجت إلى الشوارع مساندة ومعلنة وقوفها مع الحق الفلسطيني، وهنا نتساءل: كيف استطاع طوفان المجاهدين ان يغير مشاعر المليارات خلال سبعين يوما وهو طوفان لا يملك ما يملكه عدوه ويواجه آلة إعلام عالمية عملت سبعة عقود ونيف وصرفت ترليونات الدولارات من أجل التأثير على الذهن البشري؟ أليست هي معجزة الحق التي واجه بها موسى ع لوحده آلة فرعون الكبرى وانتصر عليها؟ تحية لكل الشعوب التي واجهت سلطاتها المتوحشة وخرجت لتنصر قضية فلسطين والقدس وهي لا ترى ولا تسمع خلال سبعة أجيال سوى إعلام احادي يروج لعكس الحقيقة، فمن الذي أخرج الشعوب كلها تقريبا لتنتصر للحق المغتصب وواجهت الأحكام والعقوبات التي منعت نصرة الشعب الفلسطيني؟ وماذا ستكون نتائج تحدي الشعوب لحكامها الذين تنصبهم الماسونية ويمولهم صندوق النقد الصهيوني بمليارات وترليونات الأموال المسروقة من الشعوب المستضعفة؟ يجب أن نقف وقفة الاجلال والاحترام والتقدير لتلك الدماء البريئة التي سقطت في غزة هاشم والضفة الغربية، فكل شيء ضدهم يقف الأرض والحدود والحصار والخونة والأجواء والمياه لكنهم ينتصرون وتقف معهم شعوب الأرض وتنكسر أقمار الإعلام وفضائياتها ومواقع تواصلها أمام دم لطفلة وامرأة وشيخ ومجاهد، فهو النصر الذي يصطف على نقاط دائرة المحيط الغزاوي مع الانكسار العسكري والاستخباري والانساني للصهيانةوالغرب الذي كان يخفي انيابه خلف شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. إنها الفضيحة الكبرى وخسارة كبرى لاعلام بدأ يجر اذيال خيبته كما يجرها العسكر والعسعس..

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل