Search
Close this search box.

البشاشة بين الزوجين

جميعنا نعلم أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع الإنساني، وبصلاحها يصلح المجتمع برمته، ومن هنا نجد أن الشريعة أولت اهتماما بليغاً بصياغة هذه اللبنة وصيانتها من كل سوء يمسها..
فنرى في القرآن الكريم دعوة لوقايتها من بعد الدعوة لوقاية النفس الإنسانية أولاً، وذلك في قوله تعالى ” قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ “ بلا شك أن النفس الإنسانية لا تسكن إلا ضمن جو عائلي خال من المشوبات والمكدرات، وقد دلت الروايات والتجارب على أن الشيطان إذا يئس من العبد أثار الجو الأسري لإخراجه من السكينة والاستقرار.

فالبشاشة هي الطريق الأقصر نحو كسب محبة الآخرين ومودتهم، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): “البشاشة فخ المودة”، وللبشاشة دور كبير في الحياة الزوجية فهي تعمل على الطيف الجو العائلي، فالزوجان بحاجة إلى تعويد نفسيهما على هذه الصفة الحميدة حتى تتحول إلى ملكة وعادة طبيعية عندهم، أي تكون سجية تلقائية عندهم يفعلها كل منهم بشكل طبيعي ومن دون قصد وتكلف.

فالتجمل بهذه الصفة النبيلة بالإضافة إلى أنها تبعث بمشاعر إيجابية تجاه الطرف الآخر فإن فيها أجرا كبيرا وثوابا عظيما، وإن العكس من ذلك أي إظهار العبس في وجه الزوج أو الزوجة لهو من ذمائم الأخلاق، حيث يبعث بمشاعر سلبية ويزرع الأحقاد والضغائن، وهذا ما نجده اليوم عند بعض الازواج تكون أجوائهم الأسرية مكدرة يعكسون متاعب عملهم وما يوجههم في الخارج في تعاملهم مع أزوجهم كذلك بعض الزوجات يعكسن متاعب الأعمال المنزلية في مدى علاقاتهن مع الازواج، فهنا تكون الاجواء مشحونة بالنكد والبغيضة.

وقد بين العلم مدى اهمية البشاشة بأثباته أن الإنسان عندما يبتسم تنقبض وتنبسط في وجهه ثلاثة عشر عضلة، وفي حالة عبوسه تنقبض وتنبسط سبع وأربعون عضلة، فهي تزيد الوجه جمالا وإشراقا. لابد لنا أن نعي أن وجه الإنسان هو الأقدر بين أعضاء الجسد تعبيرا، وكمؤشر شعوري فإنه يعد أقوى من اللغة ففي بعض الحالات، فابتسامة لطيفة من قبل الزوج كفيلة بإزالة متاعب أشغال البيت عن الزوجة مهما كثرت وبشاشة طلقة على وجه الزوجة كفيلة لتنسي الزوج متاعب أعماله خارج البيت، ولقد صدق الشاعر حينما قال:

وليس الجود بالأموال جُوداً
ولكن بالبشاشةِ والقبولِ

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل