Search
Close this search box.

الكيان اللقيط ومرحلة الغروب

الكيان اللقيط ومرحلة الغروب

بقلم الكاتب : عامر ملا عيدي

القسم الأول: الخسائر العسكرية
لم يخض الطغاة عبر التاريخ حربا طالت أو قصرت إلا وأخفوا خسائرهم فيها ما دامت الحرب قائمة، ولم تظهر تلك الخسائر المدمرة وعدد الأرواح التي زهقت فيها إلا بعد اندثار أولئك الطغاة ومرور وقت عليها بعد وضعها في خانة نسيان ذاكرة الأجيال اللاحقة، وخير مثال على ما نقول وما عشناه وشاهدناه عندما شن وخاض الطاغية صدام حربه ضد الجمهورية الإسلامية لثماني سنوات.

فكانت بياناته العسكرية حين تستعرض سير المعارك وما حققت على الأرض وخسائر الجبهة المقابلة ليكون في آخر البيان مفردة (خسائرنا) تقول غالبا عطب عجلة واحدة وجريح واحد تمت معالجته وإعادته إلى خطوط القتال، بينما تمتلئ أرض العراق بالجنائز العائدة من خطوط القتال والجبهات، وكذا الحال في حرب بني سعود ضد اليمن الشقيق مؤخرا وهكذا دواليك، واليوم يحدث ذات الشيء في معركة طوفان الأقصى، حيث يخفي العدو خسائره الفادحة والكبيرة التي لم يمن بها طيلة سبعة عقود ونصف من الزمن، ولولا ضغط الإسرائيليين وعوائلهم لتحرير أسراهم لأخفى هذه القضية تماما واستخدم قانون هانيبال بسرعة والتي تقول عقيدته أن تستخدم الأرض المحروقة حتى لو كان فيها أسرانا.

وتم استخدام هذه العقيدة في الأيام الأولى من معركة الطوفان في مغتصبات غلاف غزة قبل أن تصبح القضية قضية رأي عام داخل الكيان، وبما أننا لا نستطيع تقديم إحصاءات دقيقة الآن حول خسائر الكيان الصهيوني باعتبار استمرار المعركة وعدم توقفها كي نحصي بشكل دقيق هذه الخسائر المادية والبشرية والاقتصادية بمجملها ونحلل النتائج المترتبة عليها، ولكن نستطيع إعطاء تصور عام.
– الهجوم الأول المباغت للمقاومة في السابع من أكتوبر أخرج فرقة غزة من الخدمة في الجيش الصهيوني وكان تعدادها التقديري من 3800 – 4000 عسكري بمختلف الرتب العسكرية والقادة والصنوف العسكرية، ويبدو أنه لم ينج منهم إلا اللمم أو ما نسميه في المصطلح العسكري الخلفيات والمتروكين، وهي نسب ضئيلة قياسا لتعداد أية فرقة عسكرية. وقد تم إزهاق الأغلبية وأخذ أسرى منها وجرح المئات جروح بليغة للغاية.
– حصيلة أولية لخسائر العدو لمعارك ما بعد السابع من أكتوبر وحتى هذه الساعات تجاوز الخمسة آلاف عسكري برتب عليا ومتوسطة وجنود مشاة.
– تدمير أكثر من 600 دبابة وعجلة وناقلة جنود مدرعة وآليات مختلفة.
– مشاغلة ثلاث فرق عسكرية في الجبهة الشمالية (حدود لبنان) ومنع استفادة الجيش الصهيوني منها في معارك غزة، وهو ما يشكل ثلث تعداد الجيش الصهيوني، وجعلها في الإنذار جيم المشدد طيلة الفترة الماضية ولهذا اليوم. مع إيقاع خسائر متفرقة ومباشرة فيها.
– تزايد عدد الأسرى الصهاينة بشكل يومي تقريبا، حيث ستكشف الأيام أعدادهم الحقيقية.
– الإستيلاء على معلومات عسكرية مهمة للغاية لبنية الجيش الصهيوني، وانتشاره وخططه الميدانية المعدة.
– تدمير مواقع استراتيجية في القبة الحديدية وإخراجها من الخدمة ما يشكل خللا بنيويا في هذه المنظومة.
هذه بشكل إجمالي عام ما حققته عملية طوفان الأقصى بعد مرور أكثر من شهرين على بدئها.
وسنناقش ونطرح في الأقسام اللاحقة خسائر الكيان الغاصب على المستوى الاقتصادي والهدم البنيوي لهيكلية الكيان، وكذلك الهزيمة في البعد الإعلامي، والانكسار المجتمعي والهجرة من الكيان من غير رجعة، إن شاء الله

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل