بقلم الكاتب : عامر ملا عيدي
أفرزت أحداث السابع من أكتوبر في غزة وفلسطين الكثير من الأحداث وأوضحت الكثير من الحقائق، إذ لم يعد خافيا على أي إنسان عربي ومسلم تهمه قضية القدس وفلسطين، لمن تعود ولاءات بعض الحكام العرب وحكوماتهم، وخصوصا دول الطوق المحيط بفلسطين المحتلة ودول الخليج. فقد كشفت الدماء الفلسطينية الشهيدة الوجوه الصهيونية لبعض حكامنا على حقيقتها ونزعت عنها أقنعة العروبة والإسلام وكل ما يدعونه من رجولة وشهامة زائفة.
السيسي حاكم مصر العسكري لم يفتح معبر رفح وبقية المعابر مع غزة لأن إسرائيل تمنعه، وهو يستجيب بكل خضوع للأوامر الصهيونية، وتتكدس شاحنات الدواء والغذاء والحاجات الأساسية عند معبر رفح، وبعضها تمت سرقته من قبل جلاوزة أمنه ومخابراته، ولا يدخل غزة إلا ما تسمح به السلطات الصهيونية وتفتشه بنفسها، كما فرضت سلطات السيسي مبلغ خمسة آلاف دولار عن كل جريح فلسطيني يعبر من غزة باتجاه الأراضي المصرية لتلقي العلاج، وهو شرط تعجيزي في ظل ظروف أبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر من كل مكان. كما ملأ صحراء سيناء والعريش بالجند خشية تسلل أبناء الشعب المصري لغزة وتقديم الدعم العسكري والقتالي والغذائي لأهلها. وهو الداعي لسحق المقاومة الفلسطينية وإفراغ غزة من المدنيين باتجاه صحراء النقب، كما أن أغلب المساعدات العسكرية واللوجستية وغيرها تعبر إلى الكيان الغاصب عبر قناة السويس.
ملك الأردن ملأ حدوده مع فلسطين بالعسكر كي لا يدخل الأردنيون والفلسطينيون المقيمون في الأردن إلى الضفة والقطاع لنصرة إخوانهم، ومد يد العون لهم ومساعدتهم بما يحتاجونه، ولله الحمد أن خطط هجوم طوفان الأقصى ومسارات الأنفاق لم يعلم بها، لكان سلمها للصهاينة فورا، كما فعل أبوه حين أخبر الصهاينة بنية العرب الهجوم على الصهاينة عام 1973، كما حصلت اعتقالات كثيرة لمواطنين أردنيين وفلسطينيين أرادوا العبور للأراضي الفلسطينية وما زالوا في السجون، ولم يفتح أي معبر من المعابر الحدودية مع الأراضي الفلسطينية، علاوة على صده لمسيرات المقاومة العراقية الساندة للمقاومة الفلسطينية والمتجهة لحقول الغاز التي يسيطر عليها الصهاينة في البحر الأبيض المتوسط.
محمود عباس البهائي حاكم الضفة الغربية جعل شرطته وقواته ساترا تصد عبور المقاتلين والمساعدات من الضفة لغزة، وفتح ذراعيه للجيش الصهيوني يعبث ما يشاء في الضفة الغربية وأحيائها ويعتقل ويقتل من يريد من الفلسطينيين، وسجون سلطته تمتلئ بالمقاومين، وكان وما زال صامتا كصمت القبور، علما أن أهل غزة أبناء شعبه وجلدته.
ملك السعودية يقيم احتفالات الرقص والكلاب والتجديف ضد الخالق والرقص والفجور والخمر في بلد الحرمين، احتفالا بما فعله الصهاينة بغزة والضفة. ويرقص هو وولي عهده وأزلامه بنشوة صهيونية محتفلا بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وأهل غزة وتدمير منازلهم بقصف همجي وحشي، ومحاصرتهم بكل شيء ومن كل مكان، ولم يقتصر الأمر على هذا بل أعاد مسارات التطبيع مع الصهاينة قبل أيام بمستويات عالية، وصدت بحريته صواريخ أنصار الله المتجهة إلى العمق الصهيوني وميناء أم الرشراش. وتمر عبر أراضيه وأجوائه ومياهه مساعدات أمريكا والغرب للصهاينة.
ملك البحرين يدخل ضمن الحلف العسكري في البحر الأحمر والمحيط العربي لمواجهة صواريخ ومسيرات المقاومة من اليمن والعراق، وضرب الأرض اليمنية.
الإمارات محطة صهيونية متميزة، تجهز أرصفة موانئها وبنوكها كل ما يحتاجه الكيان اللقيط من دعم عسكري ومالي واقتصادي. وهي الداعم الأول للكيان تقريبا من بين الدول العربية.
كل هؤلاء الحكام يرتفع في عواصمهم علم الكيان الغاصب، عدا الرياض التي سترفعه قريبا. وفي حقيقة الأمر إنهم يشكلون خط دفاع وحراس مرمى متميزين في الفريق الصهيوني الذي يواجه محور المقاومة.