Search
Close this search box.

سنة الهداية في القرآن الكريم

يبلغ الله تعالى عباده المقصد عبر سنة الهداية التي تتحقق بالهداية التي يأتي بها أنبياء الله (علیهم السلام). فإن سنّة الهداية قد تشمل جميع البشر من المؤمنين والكافرين وقد تشمل المؤمنين دون غيرهم.

وإن الله تعالى عبر سنّة الهداية التي تتحقق عبر الأنبياء (عليهم السلام) يبلغ البشر المقصود والمأوى، وإن سنة الهداية الإلهية أحياناً تشمل مطلقاً جميع الخلق، وخاصة البشر، من المؤمنين والكافرين، وأحياناً تكون الإرادة لهداية المؤمنين.

 وسنّة الهداية قد تكون عامة (الهداية التكوينية) أي أنها تهدي البشر نحو ما يصلح أمره في الدنيا والآخرة، والنوع الثاني من الهداية هو الهداية الخاصة التي يُقصد بها الهداية الخاصّة بالبشر، وهي هداية الإرشاد أو البيان، والمقصود بها بيان طريق الحق وطريق الباطل.

والهداية التكوينية لا تستثني كائناً من الكائنات فيهتدي بها أصغر الكائنات كما أعظمها وأرذلها كما أفضلها، وتكون هذه الهداية لكُلّ مخلوق بحسب احتياجه وقدرته، وتشمل هذه الهداية المخلوقات جميعها؛ ساكنها ومتحرّكها، الإنس والحيوان والجماد وغيرها.

وتشير التعابير القرآنية التالية إلى هذا النوع من الهداية “قَالَ رَبُّنَا الَّذِی أَعْطَی کلُ شیءٍ خَلْقَهُ ثمُ هَدَی”، و“وَالَّذي قَدَّرَ فَهَدی”، و“الَّذِی خَلَقَنی فَهُوَ یهَدِین” وهذا النوع من الهداية هو ليس من اختيار البشر بل يتمتع به جميع البشر على حد سواء بعبارة أخرى فإن الله تعالى خلق البشر ليهتدوا بالفطرة والسير في طريق الهداية والصواب بطريقة غير اكتسابية.

وبينما الهداية الخاصة (الهداية التشريعية) هي نوع من الهداية التي خصّ الله بها البشر وتتحقق عبر الأنبياء (عليهم السلام) والوحي الذي أنزله الله تعالى عليهم.

وتنقسم الهداية الخاصة الى الهداية الأولية والهداية الثانوية(المجزية) والهداية الأولية تختص لأولئك الذين يسعون الوصول إلى الحق حيث يهدي الله هؤلاء الناس إلى الصراط المستقيم بقوة العقل والأنبياء الإلهيين. فقد بعث الله تعالى الأنبياء والرّسل لإرشاد النّاس وهدايتهم لطريق الحقّ، كما أنزل الله تعالى القرآن الكريم والكتب السماوية لهذه الغاية، وتعدّ هذه الهداية من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عباده.

ولكن هناك هداية يجزي الله بها المؤمنين التابعين لنهج الأنبياء (عليهم السلام) يخص الله بها جميع المؤمنين الممتثلين لتعاليم النبيين (ص) والتابعين لأمرهم ولأنها تأتي بعد اتباع الهداية التشريعية فتسمى بالهداية الثانوية وهي التي تحدث عنها القرآن الكريم في الآية السابعة من سورة يونس المباركة “اِنَّ الذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالحاتِ يَهديهِم رَبُّهُم بِإيمانِهِم تَجری مِن تَحتِهِمُ الاَنهارُ فی جَنّاتِ النَّعيم”، وكما يفهم من هذه الآية أنه إذا كان العبد مؤمناً صالحاً فإن فضل الله يشمله وينال كثيراً من العلم والعمل الصالح.

 

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل