التزام مكارم الأخلاق
ينبغي للإنسان أن يلتزم بمكارم الأخلاق والأفعال، بأن تكون أفعاله وأخلاقه على النهج الصحيح والسوي، بل تكون في القمّة والدرجة العالية في ذلك، وينبغي أيضاً أن يلتزم بتجنّب مذامّ الأفعال والأخلاق، بأن تكون أفعاله وأخلاقه بعيدة عن المساوئ والرذائل.
إذ السعادة كلّ السعادة في ذلك، بل أساس السعادة هو ذلك الالتزام، والشقاء كُلّ الشقاء في ترك ذلك الالتزام.
وفي الحقيقة، إنّ كُلّ سعادة وخير ينالُ الإنسان فإنّ أصله ومبناه فضيلة من الفضائل، وأنّ كُلّ شقاء وشرّ يُصيبه فأصله وأساسه رذيلة من الرذائل، إلّا ما يختبر الله تعالى به عباده، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ (الشورى: 30).
ومن الخصال الفاضلة والحسنة:
محاسبة النفس، والعفاف في المظهر والنظر والسلوك، والصدق في القول، وصلة الأرحام، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهود والالتزامات، والحزم في الحقّ، والترفّع عن التصرّفات الوضيعة والسلوكيّات السخيفة.
ومن الخصال الذميمة:
العصبيات الممقوتة والمذمومة، والانفعالات السريعة، والملهيات الهابطة والملذّات المُتدنية، ومراءاة النّاس، والإسراف في حال الغنى، والاعتداء والظلم في حال الفقر، والتبرّم والتضجّر عند البلاء، والإساءة إلى الآخرين، ولا سيّما الضعفاء، وهدر الأموال، وكُفران النعم وترك شكرها، والعزّة بالإثم وترك الإقرار بالذنب والتوبة منه، والإعانة على الظلم والعدوان، وحُبّ الإنسان أن يُحْمدَ على شيء لم يفعلْه.
فينبغي حثُّ النّفس ودفعُها للاتّصاف بالفضائل، وحضُّ النّفس وزجرُها للتجنّب عن الرذائل؛ ففي ذلك الفوز والفلاح بسعادة الدنيا والآخرة.