وكالة الحوزة – شدد آية الله جوادي الآملي على ضرورة تعزيز دروس تفسير القرآن والعلوم العقلية، كما أشار إلى أن الحوزات العلمية يجب أن تتعامل بقوة وحيوية مع القضايا الدينية، وذلك لتلبية احتياجات المجتمع والإجابة على تساؤلاته.
استقبل آية الله جوادي الآملي مجموعة من أساتذة الحوزة العلمية، حيث تم التباحث في هذا اللقاء حول تاريخ الحوزة في قم والتحديات والإنجازات التي واجهتها. وأكد سماحته أن الحوزة العلمية في هذه المدينة استطاعت، رغم الضغوط والقيود التي شهدتها في فترة “رضا خان” [1925 – 1941]، أن تحافظ على طاقتها العلمية والروحية وتوسعها.
ونبّه هذا المرجع الديني إلى أن التدريس في الحوزة العلمية في قم كان في البداية مقتصرًا على الفقه والأصول، ولم تكن للعلوم العقلية والكلام مكانة بارزة. لكن جهود علماء كبار مثل آية الله البروجردي والعلامة الطباطبائي كانت لها دور أساسي في توسيع العلوم الدينية وإحياء الفلسفة الإسلامية. ونقل سماحته عن العلامة الطباطبائي قوله إنه عندما جاء إلى حوزة قم، أدرك أن هناك نقصًا في العلوم العقلية والقرآن، ولذلك بدأ بتدريس الفلسفة والتفسير.
كما أشار إلى دور الشهيد مطهري في تعزيز العلوم العقلية، وأوضح أن حوزة قم تمكنت مع مرور الوقت من أن تصبح مركزًا علميًا وفكريًا دوليًا، حيث يتم تدريس كل من العلوم العقلية وتفسير القرآن وكتاب نهج البلاغة بجانب الفقه وأصوله.
وأكد سماحته ضرورة أن تتعامل الحوزات مع القضايا الدينية بجدية وفاعلية، لأن الفقه الإسلامي له أبعاد واسعة تحتاج إلى دراسة. كما لفت الانتباه إلى أهمية أن تقوم الحوزات بالإجابة على الأسئلة الاجتماعية والدينية بالاستدلال والمنطق.
وفي الختام، شدد على المهام الثلاث للحوزات العلمية كما وردت في القرآن الكريم، وهي الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال الحسن في قوله تعالى: “ادۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَالۡمَوۡعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلۡهُم بِالَّتِي هِيَ أحۡسَنُ”. وأكد ضرورة توزيع هذه المهام بين الأساتذة، كما بيّن أنه يجب على كل أستاذ في الحوزة تقديم درس قرآني بجانب دروس الفقه والأصول.