في بيانه بمناسبة “اليوم الوطني للكتاب وقرائته” اعتبر آية الله مكارم الشيرازي الكتابَ أهمَّ أداة لتبادل المعلومات ونقل أفكار المفكرين مؤكدا أهمية تعزيز ثقافة القراءة ودعم المكتبات والناشرين مشددا على أن الطريقة الصحيحة لمواجهة استغلال أرباب الإعلام هي تعزيز القراءة وزيادة وعي الناس.
أصدر سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بيانا بمناسبة “اليوم الوطني للكتاب وقرائته” وشدد فيه على أن الطريقة الصحيحة لمواجهة استغلال أرباب الإعلام هي تعزيز القراءة وزيادة وعي الناس.
وفيما يلي نص البيان:
قال الصادق (عليه السلام): “احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا.” (الكافي، ج 1، ص 52)
من الواجب في البداية أن أقدم الشكر والتقدير لجميع المنظِّمين والمشاركين في هذه المناسبة القيمة التي أُقيمت احتفاءً بالكتاب وقراءته. آمل أن تكون هذه الحفلة وما شابهها خطوة فعالة في تعزيز ثقافة القراءة.
إن حب الكتب وقراءتها شعور مألوف وجميل في نفوس أهل العلم والمعرفة. جميعنا لدينا تجربة حلوة مع الكتاب، كما أننا نشعر بالأسى عندما نحرم منه. أذكر أنه خلال فترة السجن في زمن الشاه، كانت معاناة العلماء بسبب البعد عن الكتاب شديدة ومؤلمة. وعندما تم قبول فكرة توزيع كتاب واحد لكل شخص، تغيرت الأجواء بشكل كبير.
الكتاب هو أهم أداة لتبادل المعلومات ونقل أفكار المفكرين. إنه نتاج سنوات من الجهد والبحث العلمي أو فكرة جديدة تُعرض بأشكال متنوعة. لقد أرسل الله تعالى كتابًا سماويًا لمخلوقاته عندما رآها جديرة بذلك، ووضع فيه طريق النجاة للبشر ورسالته.
الآن، مع مرور الزمن والتغيرات الجادة في نمط الحياة ودخول التكنولوجيا إلى مجالات مختلفة من حياة البشر، لا يزال الكتاب يحتفظ بمكانته الرفيعة. لكن للأسف ثقافة التفكير والتأمل قد تضاءلت في المجتمع، وأصبح الإعلام وأرباب الإعلام يفكرون بدلاً منا ويتخذون قرارات تؤدي إلى استغلال الجماهير واستعبادهم؛ والطريقة الصحيحة لمواجهة ذلك هي تعزيز القراءة وزيادة الوعي لدى الناس.
لذا من الضروري أن يبذل المسؤولون المحترمون جهدًا جادًا لتعزيز ثقافة القراءة وتسهيل وتأمين مستلزماتها مثل دعم المكتبات وضبط أسعار الكتب ودعم الناشرين والمعنيين بالكتب.
إن استخدام الكتاب في كل فرصة وظرف وتعليم الأطفال والمراهقين حبَّ الكتاب وتعزيز القراءة بينهم من أهم الواجبات على الأسَر خصوصًا في ظل الظروف الراهنة ونمط الحياة الحالي الذي ظهرت فيه منافسون جادون للكتاب مما أدى إلى تهميشه لحد كبير. تحقيق ذلك يعتمد على تعليم الأسَر ومساعدتهم وهذا مسؤولية الجهات المعنية.
أسأل الله تعالى التوفيق المتزايد لجميع المثقفين والمفكرين والناشطين في مجال الكتب وقراءتها وآمل أن تسهم الجهود المبذولة في تعزيز ثقافة القراءة في تعريف الناس -وخاصة الشباب- بالعلوم والمعارف الدينية. وأكرر شكري وتقديري لجميع المسؤولين والعاملين والمشاركين الكرام في هذه الندوة.
قم – ناصر مكارم الشيرازي
يذكر أن اليوم الرابع والعشرين من شهر آبان (الموافق 14 نوفمبر حاليًا) تم تسميته بـ “يوم الكتاب وقراءته” وقد أُقيمت مراسم الاحتفال الوطني بهذه المناسبة يوم أمس الخميس.