فضلاً عن ليلة القدر في سورة “القدر” المباركة، وسورة الكوثر، وآية النور، هناك العديد من الآيات التي نزلت في وصف المؤمنات وإن السيدة فاطمة الزهراء (س) هي خير نموذج للسيدات المؤمنات.
وأشار إلى ذلك، الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية ومفسّر القرآن الكريم حجة الإسلام والمسلمين “الشيخ عبد الكريم بهجت بور” في حديث خاص له مع وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية بمناسبة ذكرى إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س).
وقال: “تحدث القرآن الكريم في بعض الآيات بوضوح عن بعض الأفراد والأشخاص، أي أنه إما ذكر أسمائهم أو ذكر إشارات تشير إلى أشخاص محددين؛ على سبيل المثال في سورة الكوثر التي نزلت في السنة الثانية من النبوة تشير إلى ولادة السيدة الزهراء (س)”.
وأردف موضحاً: “بعد وفاة أبناء الرسول الأكرم (ص) أي إبراهيم وقاسم، بدأ الأعداء يستهزئون ويسخرون من أن النبي (ص) قد أصبح أبتراً لا ذرية له بفقد أولاده وهذا أدى إلى نزول هذه السورة المباركة”.
وأضاف: “نزلت آية المباهلة في سورة آل عمران؛ جاء نصارى نجران إلى النبي (ص) ودار بينهم حوار، ورغم أنهم أدركوا صحة كلام النبي (ص)، إلا أنهم لم يعترفوا به وربما أرادوا اختبار النبي (ص)، فـ توجهوا إلى المباهلة؛ وتقرر أن تأخذ كل من الطائفتين أبنائهم وبناتهم، ولم يأخذ النبي (ص) من النساء معه إلا السيدة الزهراء (س)، أي خلاصة النساء التي كان يمكن للنبي (ص) أن يشهد لها بالنزاهة عند الله، وقد روت روايات الشيعة والسنة هذا الأمر”.
واستطرد المفسر القرآني قائلاً: “إن سورة الدهر المباركة أيضاً تشير إلى حياة أسرة الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)؛ هذه العائلة التي صامت ليس ليوم واحد بل لثلاثة أيام متتالية وبينما كانوا صائمین قدّموا الطعام الذي أعدوه للإفطار للأيتام والفقراء، وصاموا هم أنفسهم ثلاثة أيام، وهذه الآيات نزلت فيهم”.
وأشار إلى آية النور في سورة النور المباركة “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” مؤكداً بأن هناك آيات يتم تفسيرها على أنها تشير إلى كرامات أهل البيت (ع).
وفي معرض ردّه على سؤال حول سبب عدم ذكر إسم السيدة فاطمة الزهراء (س) في القرآن الكريم رغم ذكر القرآن لأسماء بعض السيدات، قال: “فيما يخصّ أسماء أهل البيت (ع) فالقرآن أصلاً يتبع طريقة في عدم ذكر الأسماء وفقط عندما يشير إلى بعض الأحداث التاريخية يقوم بذكر الأسماء التي لابدّ من ذكرها، مثل ذكره للملكة بلقيس والسيدة مريم (س) ولكن المبدأ هو عدم ذكر الأسماء”.
وأكد الشيخ بهجت بور قائلاً: “هناك سببان لذلك؛ أولاً: إنه يذكر خصائصهم حتى يعرف الناس واجبهم، أي إذا أراد أحد أن يحقق هذه الخصائص ويخلقها في نفسه، ينبغي أن يكون على دراية بها ويكون له قدوة”.
وأضاف: “النقطة الأخرى هي أنه لو ذكرت أسماء الأشخاص، وخاصة الأشخاص المرتبطين بالنبي (ص) وأهل البيت (ع)، من القرآن، لكان للأعداء فرصة التماس الذرائع لحذف القرآن کما حدث مع التوراة والانجيل.