أشار رجل الدين الايراني وعضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إیران “آية الله الشيخ عباس الكعبي” في مقال إلى أسباب سقوط نظام الأسد في سوريا وأهم الدروس والعبر التي يجب استخلاصها مما حدث.
وكتب العضو في الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إیران والأستاذ المدرس في الحوزة العلمية آية الله “الشيخ عباس الكعبي” في مقال بعثه إلى وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية حول أسباب سقوط نظام “بشار الأسد” في سوريا وأشار إلى أهم الأسباب وراء ذلك.
واستهل المقال مؤكداً: “لقد حدث سقوط نظام بشار الأسد بسرعة وقهراً ودون أي مقاومة تقريباً من الحكومة والجيش السوري، وستكون آثاره واسعة جداً على المنطقة والساحة الدولية، ومثال على ذلك انتهاكات الكيان الصهيوني على منطقة “جبل الشيخ” لتهديد البقاع الغربي في لبنان وإضعاف سوريا”.
وأشار إلى أبرز الأسباب المؤثرة في سقوط الأسد من منظوره، قائلاً: “إن أسباب وعوامل هذا السقوط والدروس والعبر التي تتمخض عنه، ينبغي أن يدرسها خبراء مختصون، بعيداً عن الضجيج الإعلامي، ولكن يمكن ذكر ما يلي بإيجاز:
أولاً: تآكل الحكومة والجيش السوري وإرهاق الجيش وفقدانه لحافز
ثانياً: ضعف الإرادة وغياب الخطة العملياتية للتعامل مع المتمردين المسلحين
ثالثاً: الإهمال والخداع الاستراتيجي من أمريكا وأتباعها في المنطقة وتفضيل التطبيع والتفاوض على المقاومة
رابعاً: عدم أخذ تحذيرات سماحة قائد الثورة الإسلامية الايرانية على محمل الجد من أن الغربيين وأتباعهم في المنطقة يعتزمون إسقاط النظام السياسي في هذا البلد وإخراج سوريا من معادلات المنطقة من خلال الحرب التي قاموا بشنّها على سوريا لكنهم لم ينجحوا وهم الآن يعتزمون استخدام أساليب أخرى من الوعود التي لن يتم الوفاء بها أبداً، لإخراج سوريا من معادلات المنطقة.
وأشار في مقاله إلى إيمان الشعوب بمبدأ المقاومة، مؤكداً: “بفضل الله ترسخت المقاومة الإسلامية في حياة الأمم والشعوب المحبّة للحرية، ومن خلال الحكمة والتدبير والعمل المتواصل، يمكن أن يتم تحويل التهديد الناجم عن سقوط نظام الداعم للمقاومة إلى فرصة.”
وأضاف آية الله الشيخ عباس الكعبي إلى أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية لدى الثورة الإسلامية الايرانية تؤثر في خلق هذه الفرصة وهي:
أولاً: الاحترام والحفاظ على الاستقلال ووحدة الأراضي والحرية وحق الشعب في تقرير المصير وخدمة الشعب والعدالة والتقدم والكرامة الإنسانية ورفض التبعية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان.
ثانياً: الاهتمام بشؤون المسلمين ووحدة الأمة الإسلامية وترسيخ أسس الأخوة الإسلامية وتجنب التطرف الديني وتكفير المسلمين وإيجاد الحلول لإنهاء سوء الفهم وبدء فصل جديد من التعاون الإسلامي من خلال بناء التحالفات وتشكيلها إذ نرحب باتحادات النخبة في العالم الإسلامي.
ثالثاً: المقاومة والنضال ضد الكيان الصهيوني والدعم الشامل لشعبي فلسطين وقطاع غزة والتعاون المشترك في مواجهة أعداء الإسلام ودعم حقوق الإنسان في إطار الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان.