صلاة الليل ميدان للصفاء، ومرفأ للسلام

احتفاءً بليلة مولد أمير المؤمنين (ع) .. العتبة العلويّة المقدّسة تقيم محفلًا إنشاديًّا شعبيًّا للزائرين في الصحن المطهَّر

في سكينة الليل، حيث تهمس النجوم بأسرار السماء، وتتنفس الأرواح نسيم الرجاء، تُفتح أبواب الرحمة والعطاء، وتنساب أنوار الاستجابة في الأرجاء. هناك، في عمق السكون، يتلألأ الاستغفار للآخرين في صلاة الليل كأمل نادر، كجوهرة مخبأة في أعماق بحر من النقاء.

وأولئك الذين يغوصون في أعماقه قلّة، وأولئك الذين يستشعرون بهاء إشراقه قلّة، وأولئك الذين يبصرون عظمة مغزاه قلّة، وأولئك الذين يعانقون جلال معانيه قلة.
وعندما يرفع الإنسان يديه، يناجي ربَّه في الخفاء، ويخص بدعائه الآخرين دون جفاء، ينطلق قلبه في رحاب الإنسانية، يتسامى بروحه فوق الأحقاد والشحناء، فيغدو مرآة صافية تعكس أنوار الرحمة والرأفة والولاء.
إنها لحظة يتجلّى فيها الإخلاص، وتنهمر فيها فيوض الإحساس، حيث يرتفع الدعاء في عتمة الليل كضوء يخترق الحلكة، يضيء دروب الرحمة، ويفتح أبواب المغفرة.
فما أجمل أن تكون وحدك في السحر، ولكنك بروحك مع الكل، ترسم بدعائك جسرًا بين السماء والأرض، بين الوحدة والاجتماع، بين الذات والغير، فتصبح اللحظات مليئة بالصفاء والسكينة والاطمئنان.
في هذا المشهد البهي، يلتقي النقاء بالعطاء، ويعانق الغفران الرضوان، فتُصبح صلاة الليل ميدانًا للصفاء، ومرفأً للسلام، ومنبرًا للعفو والوفاء. في تلك الساعات الهادئة، ينبعث من القلب نور يضيء آفاق الرحمة، ويتوج السجود بنفحات الغفران، فتصبح الوحدة مأوى للأنس، والدعاء زادًا للأمل، والغفران سبيلًا للمغفرة، فيتناغم الليل مع الإيمان.
بقلم الباحث في الدراسات القرآنية “آية الله الشيخ أحمد مبلغي”

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل