أكد المتولي الشرعي للمرقد الطاهر للسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) على أهمية الحفاظ على الطابع الوطني لذكرى الثاني والعشرين من بهمن (11 فبراير)، مشيدًا بالدور الذي يلعبه مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في تنظيم هذه المناسبة.
قال آية الله السيد محمد سعيدي، خلال لقائه مع أعضاء مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في البلد، الذي عُقد اليوم في قاعة المحراب بالمرقد المطهر للسيدة المعصومة (عليها السلام): إن الثاني و العشرين من بهمن هو من أيام الله التي لا ينبغي ربطها بتغير التيارات السياسية أو الاتجاهات المختلفة، و لذلك من أبرز إنجازات مجلس التنسيق دعوة شخصيات من مختلف الاتجاهات و الأذواق السياسية للمشاركة في التفسير، و الترويج، و المقابلات، و إلقاء الكلمات خلال احتفالات هذه المناسبة، حتى لا يتحول هذا اليوم إلى مناسبة فئوية أو حزبية.
و أشار سماحته إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية الملهمة خلال عيد المبعث النبوي الشريف، موضحًا أن انعكاس المبعث في حياة الناس يتحقق من خلال النطق بالشهادتين، لكن الهدف الأسمى من بعثة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو إحداث نهضة روحية داخلية لدى الناس، تتمثل في الإيمان بالإسلام الأصيل و التمسك به حتى آخر لحظة في الحياة، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
و أضاف آية الله سعيدي، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي لعبته المرجعية الشيعية في دعم الإمام الخميني (قدس سره) و انتصار الثورة الإسلامية: لقد كان للمرجعية الدينية دورٌ مهمٌ في الثورة، فعندما قرر نظام الشاه إعدام الإمام الخميني بسبب موقفه الحازم ضد فساد النظام، تدخلت المرجعية الشيعية و منعت هذه الكارثة، إذ إن دستور ذلك الوقت كان يمنع إعدام مرجع ديني.
كما أكد أن المراجع العظام وقفوا إلى جانب الثورة في مختلف المراحل، سواء خلال الحرب المفروضة (الحرب العراقية الإيرانية) أو بعدها، و لا سيما في أوقات الانتخابات، مشددًا على أهمية الدور المحوري للمرجعية الشيعية في حفظ الإسلام و انتصار الثورة
و في هذا السياق، اقترح آية الله سعيدي تخصيص يوم خاص في أيام الله لتكريم مقام المرجعية، و الاعتراف بجهود المراجع العظام في دعم الثورة الإسلامية و تعزيز نهضتها، منوهًا إلى أهمية توثيق و إبراز الدور الذي لعبته المرجعية في تطور الثورة الإسلامية و مسيرتها.
