السيد وديع الحيدري
إن وصول المجتمع البشري بشكل عام ، والمجتمع الإسلامي بشكل خاص إلى القناعة الكافية بقدرة الدين الإسلامي على إدارة شؤون الحياة في المجتمع ، وبقدرته على الإمساك بزمام الأمور فيه بجدارة ، وبإمكانه الوقوف بوجه الاستكبار بكل قوة ، وذلك من خلال إراءة تجربة حيّة تُـثبت للعالـم بصورة عملية وجود هذه القدرة وهذه الجدارة مسألة في غاية الأهمية ، لأنّ الجانب النظري وحده غير كافٍ لإيصال تلك القناعة إلى الناس ما لـم يتوّج بالعمل والتطبيق .
وإنّ لوجود هذا النموذج الحي لحاكمية الدين أهمية خاصة وكبيرة في تمهيد الأذهان لتقبّل حاكمية الإمام عليه السلام عند ظهوره ، خصوصاً بعد إفلاس الأطروحات الفكرية والسياسية التي تسلطت على المجتمعات الشرقية والغربية في هذا العالـم .
وقد قدّمت هذه النهضة المباركة التي قام بها الإمام الخميني قدّس سرّه بمعية الأمّة في إيران للعالم هذا النموذج الإسلامي الحي والمتميز والقادر على إدارة شؤون الحياة بكل أبعادها ، وعلى الوقوف بوجه أعداء البشرية من المستكبرين بكل جدارة وعزة واقتدار .