مسيرة الأربعين

مسيرة الأربعين

السيد وديع الحيدري

   جاء في ردّ سماحة الإمام الخامنئي دام ظله على رسالة مجموعة من التلاميذ حول مسيرة الأربعين :

   (…تقبّل الله زيارتكم، أيها الأعزاء … لا تفوّتوا فرصة التوجه والتوسل في هذه المسيرة المباركة، وكذلك فرصة التأمل والتفكر في جهاد سيد الشهداء عليه السلام وهدفه ، وفي البركات التي أعطاها الله على هذه التضحية العظيمة ، وينبغي أن يكون ذلك الهدف هدف كل إنسان مؤمن.

إسألوا الله التوفيق والهداية ، والثبات في مسيرتكم نحو ذاك الهدف) .

   وهذا ما يخشاه الأعداء أشد خشية بأن يكون لهذه المسيرة الإلهية مثل هذه الأهداف السامية ، فالتأمل والتفكر الذي دعا إليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله أثناء هذه المسيرة المباركة في جهاد سيد الشهداء عليه السلام وهدفه ، وفي البركات التي أعطاها الله سبحانه على هذه التضحية العظيمة ، وأن يكون هدف الإمام الحسين عليه السلام هو هدف كل إنسان مؤمن ، ثم دعا سماحته إلى ترسيخها من خلال التوجه والدعاء والتوسل وطلب التوفيق والهداية والثبات من الله سبحانه وتعالى خلال المسيرة نحو ذلك الهدف ، كل ذلك من أجل أن يلفت سماحته دام عزه الأنظار إلى الأبعاد الحقيقية والأساسية لتلك النهضة المباركة.

   فلو اجتمعت قلوب الملايين في هذه التظاهرة العظيمة على هذه الأمور المهمة وكانت تحت لواء واحد لتغيرت الأمور بشكل أشبه بالمعجزة لصالح الحق ، ليس في العراق فحسب بل في معظم البلدان الأخرى. لأن اجتماع الأبدان رغم أهميته في إعطاء صورة مشرقة لهذه التظاهرة ، لكنه لا يكفي لوحده ما لم يتوج باجتماع القلوب ، لأن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى القلوب وما اجتمعت عليه لا إلى اجتماع الأبدان ، فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال :

   (إنّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم بل ينظر إلى قلوبكم ونيّاتكم) .

   وجاء في رسالة الإمام الحجة أرواحنا فداه للشيخ المفيد :

   (ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته ، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا) .

   فهو عليه آلاف التحية والثناء في انتظار اجتماع قلوب أشياعه في الوفاء بالعهد المأخوذ عليهم حتى يخرج بإذن الله لا اجتماع أبدانهم ، فلا قيمة لاجتماع الأبدان مع تشتت القلوب ، قال تعالى :

(تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعࣰا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَعۡقِلُونَ) .

   فلابد لهذه المسيرة المليونية الأربعينية المباركة أن تُوَظفْ لمثل هذه الأهداف الإلهية ، وذلك من خلال التبيين والتبليغ والأرشاد والتوجيه والتوعية ، والتي تقع على عاتق النخب من العلماء والمبلغين والخطباء، حتى تستطيع هذه المسيرة المباركة أن تُحدث ذلك الانقلاب العظيم والتحول العميم المتمثل بتهيئة الأرضية لظهور المولى أرواحنا فداه إن شاء الله تعالى .

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل