أوضح أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إیران أن من إحدى فنون تفسير القرآن أنه يمكننا عرض القضايا الجديدة على القرآن وجعل القرآن ينطق، قائلاً: “في هذا المجال هناك عدة أنواع من المواجهة، إحداها تيار يقوم بإشغال القرآن بالقضايا الجديدة، ويؤدي إلى تحريفه وتفسيره بالرأي، وبدلاً من عرض السؤال والحصول على الجواب، يقوم بعرض السؤال والجواب معاً ويفرض الإجابة على القرآن.”
أشار إلى ذلك، رجل الدين الإيراني والفيلسوف وأمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية حجة الإسلام والمسلمين “عبد الحسين خسرو بناه”، في حديث لـ “إكنا”، بمناسبة يوم الصحافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث ردّ على سؤال بشأن كيفية توظيف القدرات القرآنية في مجال إنشاء الحوكمة.
وقال: “من الضروري أن أشكر زملائي في وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية الذين يعملون في مجال القرآن الكريم، إذ أن الأنس بالقرآن والمعرفة به، أدّى إلى بث المفاهيم القرآنية في إيران وعلى المستوى الدولي أيضاً، وهذا عمل عظيم جداً، لأن “إكنا” معروفة خارج البلاد أكثر من الداخل وتنشر المواضيع القرآنية بـ22 لغة. وقد تحقق هذا الإنجاز في الوقت الذي يروّج فيه العدو بأن الإيرانيين أو الشيعة ليست لديهم علاقة بالقرآن، ومن خلال هذا الادعاء يسعى إلى زرع الفرقة بين المسلمين، وأنتم من خلال هذه الأنشطة تنشرون المعارف، وتسعون إلى التقريب، وتفشلون كل هذه المؤامرات بالمعارف القرآنية، وهذا عمل كبير وقيم.”
وأضاف: “إحدى الفنون التفسيرية للقرآن هي أننا نعرض القضايا الجديدة على القرآن الكريم ونجعل القرآن ينطق بها؛ في هذا المجال هناك ثلاثة اتجاهات في التعامل مع القرآن؛ الاتجاه الأول، يقول إننا نستخدم ظاهر القرآن ولا نهتم بالأسئلة الحديثة في هذا المجال، ويكتفون بفهم تقليدي للقرآن ويقفون عند هذا الحد.”
وأردف مبيناً: “الفئة الثانية هم الذين يربطون القرآن بالقضايا الجديدة ويقعون في التحريف والتفسير بالرأي، وبدلاً من عرض السؤال والحصول على الجواب، يعرضون السؤال والجواب معاً ويُحمّلون القرآن الإجابة، وهذا ما يُسمى بالتفسير الماركسي أو الاشتراكي للقرآن، وهذا التعامل يحدث أيضاً مع نهج البلاغة، وهذا التفسير بالرأي غير صحيح من حيث قواعد القرآن والتفسير.”
واستطرد الأستاذ لمادة الفلسفة موضحاً: “الرؤية الثالثة هي أننا، بالإضافة إلى الاستفادة من ظاهر القرآن، نقوم، مع مراعاة القواعد الأدبية والعربية، باستقبال الأسئلة الجديدة من المدارس الفكرية والأيديولوجيات الحديثة والمفاهيم الجديدة المطروحة، ونعالج هذه الأسئلة، ثم نعرضها على القرآن بما يتناسب مع احتياجات المجتمع، ونستنطق القرآن؛ فإذا أعطانا جواباً نأخذ به، وإذا لم يعطِ جواباً لا نفرض عليه جواباً من عندنا.”
وتابع أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إیران قائلاً: “هذه هي الطريقة التي عبّر عنها الشهيد “الصدر” بالتفسير الموضوعي، وأنا أسميها الطريقة الاستنطاقية.”
ورداً على السؤال، قال الشيخ خسرو بناه، إن الحوكمة كلمة جديدة قد يكون مقابلها في القرآن كلمة “حُكم”. جميع الأنبياء من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى والنبي الأعظم (صلوات الله عليهم) كان لديهم هذا المسار وهذه العملية.”
وأكدّ قائلاً: “إن مصطلح “الحوكمة” هو مفهوم جديد تم طرحه منذ الثمانينيات، وقبل ذلك كان يُستخدم مصطلح الإدارة الحكومية، ولاحقاً الإدارة الحكومية الحديثة، ثم بعد ذلك الحوكمة. وهذه المصطلحات تشير إلى أننا أدركنا مشاكل ونواقص الأفكار السابقة، لكن أفضل مصدر للحوكمة هو آيات القرآن ونهج البلاغة لأمير المؤمنين (ع)، وقد وفقنا الله لطرح موضوع الحوكمة في نهج البلاغة والاستفادة من جميع خطبه.”