أكّد أمين المجلس الأعلى للحوزات العلميّة أنّ المطالب والتوقّعات من الثورة الإسلاميّة قد ازدادت بشكلٍ كبيرٍ في هذا العصر، ممّا يوجب على الحوزات العلميّة أن تكون قادرةً على تلبية احتياجات المجتمع الإسلاميّ، بل وخارج نطاقه أيضًا.
احتفلت حوزة طهران العلميّة بانطلاق عامها الدراسيّ الجديد، تزامنًا مع ذكرى مولد النبيّ الأكرم محمد (ص) والإمام جعفر الصادق (ع)، وذلك في المرقد المطهّر للإمام الخمينيّ (ره). وقد حضر هذه المراسم كلٌّ من الأستاذ رشاد، رئيس مجلس حوزة طهران العلميّة، وآية اللّه شبزندهدار، أمين المجلس الأعلى للحوزات العلميّة في البلاد، وحجّة الإسلام والمسلمين رحيمي صادق، مدير حوزة طهران العلميّة، إلى جانب جمعٍ من العلماء والأساتذة وطلّاب العلوم الدينيّة.
وفي كلمته خلال هذه المراسم، قدّم آية اللّه شبزندهدار شرحًا موجزًا للنظام التعليميّ في الحوزة العلميّة، مبيّنًا أنّ المجلس الأعلى للحوزات العلميّة قد اتّخذ قرارًا يقضي بضرورة إنشاء حوزةٍ علميّةٍ «حرّةٍ» بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، يكون فيها التدريس والتدرّس متاحًا للجميع، وقد تمّ- بحمد اللّه- الاعتراف رسميًّا بهذا النهج التعليميّ الفعّال، القائم على مبدأ «أستاذٍ واحدٍ – طالبٍ واحدٍ».
وأشار إلى تصاعد مطالب وتوقّعات المجتمع الإيراني، بل والمجتمعات الدوليّة، من الحوزات العلميّة وقال: أناشد العلماء والفضلاء في الحوزات العلميّة بكلّ تواضعٍ، أن ينتبهوا إلى أنّ المطالب والتوقّعات من الثورة الإسلاميّة قد ازدادت بشكلٍ كبيرٍ في هذا العصر، لذا يجب على الحوزات العلميّة أن تكون قادرةً على تلبية احتياجات المجتمع الإسلاميّ، بل وحتى خارجه؛ وأن تقدّم رؤيةً واضحةً حول كيفية إدارة حياة البشر، وهي احتياجاتٌ يتم متابعتها اليوم في إطار الفقه المعاصر.
وأكّد سماحته على ضرورة إدخال هذه القضايا ضمن النظام الدراسيّ للحوزات العلميّة وقال: إن لم تُطرح هذه القضايا في مقام التدريس، فلن تتّضح خباياها وزواياها، ولا أظنّ أنّ فاضلاً من أهل العلم، بعد شيءٍ من التأمّل والدراسة، أن يجادل في ضرورة هذا الأمر.
وأضاف أنّه قد بدأت بعض الأنشطة في هذا المجال بمدينة قم المقدّسة، والمأمول أن تتعاون جميع الحوزات العلميّة في أنحاء البلاد على هذا الأمر، فإنّ ذلك من أبرز مصاديق التعاون على البرّ والتقوى.
