الجواب: الشّهادة مقامٌ يناله مَن سمحت نفسه بالموت في سبيل الله تعالى، فقدّم نفسه وبذل روحه في الميدان العسكريّ لمواجهة الأعداء، فهذا هو الشّهيد حقًّا ومَن تكون له الأحكام الخاصّة على المستوى الفقهيّ، وهو الذي يستحقّ جزيل ما عند الله تعالى من النّعيم المقيم.
نعم، قد يكون لبعض الأشخاص ثواب كثواب الشّهيد ومنزلة تشبه منزلته، وإنْ لم يكن شهيدًا بتمام معنى الكلمة، إلا أنّه نُزِّل منزلة الشّهيد من جهة الأجر والثّواب، ومثاله ما ورد في حقّ مَن يموت محبًّا لآل بيت النّبيّ صلّى الله عليه وآله كما ورد عنه قوله: “مَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيدا”.
نعم، لم يرد مثل ذلك في حقّ الطّبيب، إلا أنّه لا شكّ في أنّ للطّبيب المؤمن الرّفيق بمرضاه والشّفيق عليهم والمخلص في عمله والنّاصح التّقيّ الورع أجرًا كبيرا، فهو من مصاديق مَن يغيث ملهوفًا أو يقضي حاجة محتاج.. ففي الرّوايات أنّ لهؤلاء الأجر الكبير والدّرجة الرّفيعة: “مَن سعى لمريض في حاجة -قضاها أو لم يقضها- خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه”.
وعن الإمام الصّادق عليه السّلام: “قضاء حاجة المؤمن أفضل من حجّة متقَبَّلة بمناسكها”.
وعن الإمام الكاظم عليه السّلام: “إنّ لله عباداً في الأرض يسعون في حوائج النّاس، هم الآمنون يوم القيامة”.
وعن الإمام الصّادق عليه السّلام: “من قضى حاجة لأخيه المؤمن، قضى الله عزّ وجلّ له يوم القيامة مائة حاجة من ذلك، أوّلها الجنّة، ومن ذلك أن يُدخِل قرابتَه ومعارفه واخوانه الجنّة..”.