حوار خاص مع باحث في نهج البلاغة: آليات جهاد التبيين في سيرة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)

في زمنٍ أدّت فيه كثافةُ المعلومات واضطرابُ المفاهيم إلى تشويش الحدود بين الحقّ والباطل في أذهان الكثيرين، يسطع نداءُ أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كالسراج المنير الذي يهدي الطريق.
فالإمام عليّ (عليه السلام)، الذي كان في قلب الفتن العاصفة في تاريخ الإسلام حاملَ لواء الهداية والتبيين، قدّم للبشرية تعاليم عميقة وثمينة لمواجهة الانحرافات الفكرية والاجتماعية.

ويُعدّ نهج البلاغة، هذا الكنز الفريد من الحكمة والبصيرة، مرآةً تتجلّى فيها مختلف أبعاد «جهاد التبيين» بأبهى صورها. واليوم، وفي عصرٍ يوظّف فيه أعداءُ الإسلام والقيم الإنسانية أدواتٍ حديثة لبثّ الشبهات وقلب الحقائق، تصبح إعادة قراءة سيرة وكلام مولى المتقين (عليه السلام) ضرورةً لا غنى عنها، وليست مجرّد عملٍ فكري أو ثقافي.

ولبحث هذا الموضوع، أجرينا حواراً مع حجّة الإسلام مصطفى زهرائي، الباحث والمتخصّص في نهج البلاغة، للوقوف على مفهوم «جهاد التبيين» وأبعاده المختلفة.

ونقدّم فيما يلي النصّ الكامل لهذا الحوار إلى القرّاء الكرام.

ما هو مفهوم «جهاد التبيين» من منظور الإمام عليّ (عليه السلام)؟ وهل وردت في نهج البلاغة مفاهيم خاصّة تدلّ على أهميّة جهاد التبيين؟

يحتلّ موضوع التبيين مكانة بارزة في نهج البلاغة، بل يُطرح أحياناً تحت عنوان «الجهاد». ومن ذلك ما ورد في الحكمة رقم (375)، حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

«أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ، الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ».

وفي هذا النصّ، يبيّن الإمام (عليه السلام) أحد أنواع الجهاد، وهو الجهاد اللساني، الذي يشمل كلاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان بمعناه المتعارف، كما يشمل أيضاً التبيين اللفظي للحقّ. غير أنّ هذا التبيين لا ينفصل في جوهره عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ إنّ الباطل، لكي يُقصي إمام الحق ـ وهو أعظم المعروف ـ لا بدّ له من تهيئة أجواء الفتنة.

وهذه الفتنة، كما يعبّر عنها الإمام (عليه السلام) في الخطبة الخمسين من نهج البلاغة، تبدأ بالبدعة، وتقوم استراتيجيتها على خلط الحقّ بالباطل. وفي مثل هذه الظروف، فإنّ الأمر بأعظم المعروف -وهو نصرة الإمام والقيام لأجله- والنهي عن أعظم المنكر -وهو معاداة الإمام ومواجهة حاكميّة الحقّ- يتطلّبان بالضرورة التبيين اللساني الفاصل بين الحقّ والباطل، ودفع الشبهات، وهو ما يمكن تسميته بـ«الجهاد اللساني».

وبناءً على ذلك، يمكن القول إنّ هذا اللون من الأمر بالمعروف اللساني، إلى جانب سائر مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحظى في نهج البلاغة بأهميّة بالغة، إلى درجة أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) اعتبر تركه مساوياً لتمكّن المنافقين من السيطرة على المؤمنين. فقد ورد في الرسالة رقم (47) من نهج البلاغة، وهي وصيّته (عليه السلام) في أيّام عمره الشريفة الأخيرة، ما يدلّ بوضوح على هذا المعنى: لاَ تَتْرُکُوا اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْیَ عَنِ اَلْمُنْکَرِ فَیُوَلَّی عَلَیْکُمْ شِرَارُکُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ یُسْتَجَابُ لَکُمْ

يمكن من خلال عباراتٍ متعدّدة في نهج البلاغة ملاحظة القيمة العظيمة لـ جهاد التبيين وضرورة القيام به من منظور أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث تجلّى هذا الجهاد بأشكال وعناوين متنوّعة، سواء في ميدان القول والخطاب، أم في السلوك والممارسة العمليّة التي قام بها الإمام (عليه السلام) بنفسه.

كيف استخدم الإمام عليّ (عليه السلام) اللسان والكلمة في التبيين؟

إنّ الكلمة تمثّل الركن الأساس في جهاد التبيين عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتؤدّي دوراً محورياً فيه. وحتى في المواطن التي كان الإمام (عليه السلام) يبيّن فيها الحقّ بالفعل والسلوك، تبقى كلمته حاضرة وفاعلة، موجِّهةً ومكمِّلةً لذلك الفعل.

غير أنّ جهاد التبيين عند الإمام (عليه السلام) كان غالباً ما يُمارَس في أجواءٍ فتنويّة، ولذلك اتّسم بطابع مضادّ لبنية الفتنة. وقد بيّن الإمام (عليه السلام) هذه البنية وشرح منشأ الفتن في الخطبة الخمسين من نهج البلاغة، حيث قال:

«إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا

ثمّ يضيف الإمام (عليه السلام) مبيّناً آليّة التضليل في أجواء الفتنة:

«ولو أنّ الباطل خَلُصَ من مزاج الحقّ، لم يخفَ على طالبي الحقّ، ولو أنّ الحقّ خَلُصَ من لبس الباطل، لانقطعت ألسنة المعاندين…»

وانطلاقاً من هذا التحليل، يتّضح أنّ جهاد التبيين عند أمير المؤمنين (عليه السلام) يقع في الجهة المقابلة تماماً لبنية الفتنة؛ إذ كان (عليه السلام) يجاهد بلسانه ضدّ عبادة الأهواء وتجلّياتها، وضدّ البدع، وفي مواجهة أنظمة الحكم الباطلة، بهدف فصل الحقّ عن الباطل، وكشف زيف الفتنة، وفضح صانعيها.

ما الأساليب الخطابيّة التي استُخدمت في نهج البلاغة بما يبيّن المنهج الفعال في توضيح الحقائق؟

لقد تجلّى جهاد التبيين عند الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوالب وأساليب لغويّة ودلاليّة متعدّدة، شكّلت في مجموعها منهجاً متكاملاً في البيان وكشف الحقيقة.

ومن أبرز الأساليب التبيينيّة في كلام الإمام (عليه السلام) إعادة قراءة التجارب والأحداث التاريخيّة؛ إذ كان (عليه السلام) يُحيل مخاطبيه إلى الوقائع المريرة والحلوة من الماضي، وإلى الدروس والعِبر المستفادة من تلك التجارب. ويعدّ هذا الأسلوب -في نظر الإمام- أعمّ أساليب تبيين الحقّ، بل يمثّل المرحلة الأخيرة من مراتب الموعظة.

وفي هذا السياق، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة رقم (176):

«وَمَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِالْبَلَاءِ وَالتَّجَارِبِ، لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِظَةِ، وَأَتَاهُ التَّقْصِيرُ مِنْ أَمَامِهِ، حَتَّى يَعْرِفَ مَا أَنْكَرَ وَيُنْكِرَ مَا عَرَفَ».

أي: من لم يأخذ العبرة من البلايا والتجارب التي يقدّرها الله، فلن تؤثّر فيه أيّ موعظة أخرى، ويقوده القصور في البصيرة إلى حدٍّ يرى فيه المنكر معروفاً والمعروف منكراً.

وانطلاقاً من هذا المنهج، نلاحظ أنّ الإمام (عليه السلام) في القضايا الفتنويّة الكبرى، كحرب الجمل وصفّين، وفي المواطن التي استهدف فيها مثيرو الفتن وحدةَ الأمّة، كان يحرص باستمرار على استحضار الوقائع السابقة وشرحها بوضوح، مذكِّراً بما أفرزته تجربة التمرّد على الإمام المعصوم من نتائج مريرة.

بل إنّه (عليه السلام) في الخطبة رقم (192) يدعو المخاطَبين إلى دراسة أحوال الأمم السابقة من المؤمنين، ولا سيّما ذرّيّة النبيّين إسماعيل وإسحاق (عليهما السلام) ونسل يعقوب (عليه السلام)، والتأمّل في مصائرهم وأحوالهم.

كما يستهلّ الإمام (عليه السلام) الخطبة نفسها بتذكير السامعين بما صنعه الله تعالى بإبليس حين تمرّد واستكبر، مؤكّداً على سنن الله الثابتة، ومبيّناً أنّ حكم الله تعالى يجري على أهل السماء وأهل الأرض على حدٍّ سواء.

كيف واجه الإمام عليّ (عليه السلام) أعداءه الذين عملوا على إثارة الشبهات ضدّ الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام)؟

إنّ منهج التبيين عند الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن مقتصراً على البيان اللفظي والخطابي فحسب، بل تجلّى كذلك في الممارسة العمليّة التي جسّدت الحقّ على أرض الواقع، فكانت السلوكيات والمواقف بحدّ ذاتها أداةً من أدوات التبيين وكشف الحقيقة.

ومن أبرز شواهد ذلك ما ورد في الرسالة رقم (14) من نهج البلاغة، حيث خاطب الإمام (عليه السلام) جنوده قبيل اندلاع معركة صفّين قائلاً، بما مضمونه:
«لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ، وَتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ.»

ويُعدّ هذا الموقف مثالاً واضحاً على التبيين العملي للحقّ من قِبل إمام الحقّ، إذ جعل من الالتزام الأخلاقي والشرعي في ساحة القتال دليلاً إضافياً على عدالة قضيّته.

وكذلك في الخطبة رقم (55)، ردّ الإمام (عليه السلام) على أولئك الذين أثاروا الشبهات حول تأخّره في مواجهة معاوية في معركة صفّين، واتّهموه بالتهرّب من القتال، فقال (عليه السلام):

«وَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي».

ويكشف هذا البيان عن الرؤية الهدايتيّة والتبيينيّة للإمام (عليه السلام)، حيث يتّضح أنّ الهدف ـ حتى في لحظات المواجهة العسكريّة ـ لم يكن مجرّد تحقيق نصرٍ ميداني، بل السعي إلى إنقاذ الناس وإعادتهم إلى جادّة الحقّ قبل فوات الأوان.

هل ورد في خطب الإمام عليّ (عليه السلام) أو رسائله ما يشير إلى أساليب مواجهة مَن يسعون إلى ترويج الأكاذيب والأفكار المنحرفة؟

في قضيّة التحكيم، جعل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فاصلاً زمنياً بين قبول مبدأ التحكيم وبين يوم تنفيذه. وقد اعترض بعض الخوارج على هذا الإجراء، فبيّن الإمام (عليه السلام) حكمته في الخطبة رقم (125)، حيث قال:

«فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ وَيَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ…»

أي: إنّما قمتُ بهذا الإجراء لكي يتّضح الخطأ للجاهل، ويزداد العالِم ثباتاً ويقيناً على علمه.

وكان الهدف من هذا التريّث أن يُتيح عاملُ الزمن، وما يستتبعه من أحداث ووقائع، فرصةً لاكتساب البصيرة لدى من غلب عليه الجهل، فيتحقّق التبيين عمليّاً، وفي الوقت نفسه يترسّخ موقف العارفين بالحقّ. وقد كان الإمام (عليه السلام) يرجو أن تنكشف الحقائق في سياق تطوّر الأحداث، بل لعلّ الله تعالى يتفضّل بإصلاح شأن هذه الأمّة، كما جاء في تتمّة كلامه:

«…وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ فِي هَذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَا تُؤْخَذَ بِأَكْظَامِهَا»

وتُعدّ هذه النماذج كلّها شواهد واضحة على التبيين العملي عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو تبيين لا ينفصل عن التبيين القولي والخطابي، بل يتكامل معه.

بل إنّ سلوك الإمام ومنهجه في جميع شؤون حياته كان في حدّ ذاته تبييناً دائماً للحقّ في مقابل الباطل. فسيرته كلّها -المنسجمة مع سنّة النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)- من الزهد في الدنيا، وعدم التعلّق بالسلطة والرياسة، والبساطة في العيش، وخشونة الملبس، وقِلّة الطعام، وإدارة شؤون الحكم بأقصى درجات التواضع والنقاء في المسجد، إلى شجاعته الفريدة وشوقه للجهاد؛ ومن جهة أخرى، أنينه في جوف الليل، وصلاته العاشقة، وتلاوته للقرآن، وتهجّده، وصفاء عبادته؛ كلّ ذلك كان شاهداً حيّاً على أهلية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لقيادة الأمّة وتحمّل مسؤولية الخلافة.

وهذه الممارسات كلّها تمثّل تبيينات عمليّة فضحت التيّارات المنحرفة التي كانت تحاول -عبر الفتن، وإثارة الشهوات، وخلط الحقّ بالباطل- أن تفرض نفسها وتستولي على زمام الأمور.

ما التدابير التي قدّمها الإمام عليّ (عليه السلام) في نهج البلاغة لتوعية الناس في مواجهة الفساد والانحرافات الفكرية والاجتماعية؟

اتّبع أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) جملةً من التدابير الهادفة إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي، وتعزيز البصيرة الحقّانية في المجتمع.

غير أنّه إذا أردنا تحديد أهمّ هذه التدابير، فإنّنا نواجه حقيقةً محوريّة أكّد عليها الإمام (عليه السلام) مراراً، وهي أنّ أعظم مانعٍ يحول دون رؤية الحقّ هو تسلّط الهوى على العقل. وهذه الفكرة تتكرّر بوضوح في مواضع عديدة من نهج البلاغة.

فعندما يُقهَر العقل ويقع أسيراً للنزوات والشهوات، تفقد الحقيقة قدرتها على الظهور على ما هي عليه، ولا يعود الإنسان قادراً على إدراك الواقع إدراكاً صحيحاً.

وقد بيّن الإمام (عليه السلام) هذه الحقيقة ببيان بليغ في الخطبة رقم (109)، حيث قال:

«مَنْ ابْتَهَجَتْ نَفْسُهُ بِشَهْوَةٍ، أَعْمَتْ بَصِيرَتَهُ، وَأَمْرَضَتْ قَلْبَهُ، فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ، وَيَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ، قَدْ خُرِّقَتْ شَهَوَاتُهُ عَقْلَهُ، وَأَمَاتَتْ قَلْبَهُ

عندما تهيمن الشهوات على العقل، يفقد الإنسان رؤيته السليمة، ولا يعود يسير إلا في الاتجاه الذي تمليه عليه أهواؤه، ويرى ويسمع وفق ما تريده ميوله النفسيّة.

ولهذا كان الإمام (عليه السلام) يسعى باستمرار إلى معالجة هذا الخلل، ويؤكّد على سيادة العقل على الهوى باعتبارها الطريق الأساس لإنقاذ الأمّة.

وقد عبّر الإمام (عليه السلام) عن هذه الحقيقة بتعبيرٍ آخر، وهو إحياء القلب. ففي الخطبة نفسها يقول: «وَأَمَاتَتِ الدُّنْيَا قَلْبَهُ»

أي إنّ الإنسان الذي يخطئ في الرؤية، ويقع في التحليل الخاطئ، ويُخدع، ويعجز عن إدراك الحقائق، هو من اجتمع فيه أمران:

  1. تسلّط الشهوات على عقله،
  2. وموت قلبه نتيجة التعلّق بالدنيا.

وهذا المعنى يتكرّر بوضوح في كلام الإمام (عليه السلام). ففي الخطبة رقم (185) يقول (عليه السلام): لو أنّ الناس تفكّروا في عظمة قدرة الله تعالى وفي نعمه الجليلة، لرجعوا إلى طريق الحقّ.

ثمّ يبيّن سبب عجزهم عن التفكير الصحيح بقوله: «وَلَكِنَّ الْقُلُوبَ مَرِيضَةٌ»

وعندما يكون القلب مريضاً -أو بتعبير أدقّ: ميّتاً- يعجز الإنسان عن التفكير السليم، ويعكس الحقائق، ويرى الأمور على غير حقيقتها.

ومن هنا يتّضح أنّ أعمق وأهمّ إجراء كان يسعى إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) لإيجاد البصيرة في المجتمع، هو إعادة العقل إلى موقع القيادة، وإحياء القلوب بعد موتها.

وقد عرض نهج البلاغة أساليب متعدّدة لتحقيق سيادة العقل وإحياء القلب. ومن ذلك ما جاء في الرسالة رقم (31)، حيث أوصى الإمام (عليه السلام) ابنه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) قائلاً: «أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ».

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل