خاص الاجتهاد: وصف آية الله الشيخ أبو القاسم عليدوست، الأبعاد العلمية والمعنوية لآية الله السيد محمد هادي الميلاني (قدس سره)، معتبراً إياه “باباً مفضياً إلى الإمام الرضا (عليه السلام)”. واستعرض عليدوست، من خلال رواية مستندة، المكانة الرفيعة التي حظي بها هذا المرجع الراحل لدى الإمام الخميني (قده) وعناية الإمام الرؤوف (ع) به.
وبحسب”آستان نيوز”، صرّح آية الله عليدوست، أستاذ البحث الخارج في حوزة قم المقدسة وعضو جماعة المدرسين، في حديث له حول شخصية آية الله الميلاني، قائلاً: لقد قيل الكثير في حق هذه الشخصية العظيمة، لكن ما سأعرضه لا يستند إلى الحدس أو النقل غير الموثق، بل هو مبني على سماعات ومرويات مباشرة من كبار العلماء.
“بابٌ إلی الرضا”.. لقبٌ واقعي
وأشار عليدوست إلى تعبير استخدمه بعض الأعلام في وصف آية الله الميلاني، قائلاً: لقد وصفه بعض العلماء بأنه (بابٌ إلی الرضا عليه السلام)، وأعتقد أن هذا التعبير ليس مجرد مجاملة، بل هو لقب واقعي ودقيق يختصر مكانته الروحية.
رسالة الإمام الخميني وكرامة “تعويض المال”
ونقل آية الله عليدوست خاطرة تعود إلى عام 1963م، قائلاً: روى لي أحد كبار علماء شيراز أنه حين كان طالباً في قم، قرر مع رفاقه التوجه لزيارة مشهد المقدسة. وقبل سفرهم، تشرّفوا بلقاء الإمام الخميني (قده) وسألوه إن كان يحمل رسالة للسيد الميلاني.
وتابع: كتب الإمام الخميني رسالة وأوكل إليهم إيصالها يدوياً. ويروي ذاك العالم أنهم انطلقوا ومعهم مبلغ (400 تومان)، أنفقوا معظمها في الطريق، وما إن وصلوا إلى مشهد حتى سُرق ما تبقى من مالهم. ورغم ذلك، توجه الطالب لإيصال الأمانة، وحين عَلِم السيد الميلاني بوجود رسولٍ من قِبل الإمام الخميني، قطع درسه (البحث الخارج) وخرج لاستقباله بوقار وتواضع قائلاً: كنتُ بانتظاركم.
وأضاف عليدوست: بعد قراءة الرسالة، قبّلها آية الله الميلاني ووضعها جانباً، ثم التفت إلى الطالب قائلاً: (لك عندي 310 تومان)، وهو المبلغ الدقيق الذي سُرق منه! علماً أن السيد لم يكن يعلم بحادثة السرقة مسبقاً، بل أرجع الأمر إلى إلهامٍ وعناية من الإمام الرضا (ع)، حيث قال: لقد أخبرني الإمام الرضا في الليلة الماضية بأن طالباً سيقدم من قم وقد سُرق ماله، ويجب تعويضه.
السلوك العبادي والتميز العلمي
وعن المسلك العبادي لآية الله الميلاني، ذكر الأستاذ عليدوست أنه كان يلهج دائماً عند الزيارة بالآية الكريمة: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْکَیْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَیْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ یَجْزِی الْمُتَصَدِّقِینَ﴾، معتبراً إياها خير خطاب لمقام الإمام الرضا (ع).
وفي الجانب العلمي، أكد آية الله عليدوست: “من خلال تتبعي للمصادر الفقهية، وجدتُ أن من أدقّ الحواشي على كتاب (العروة الوثقى) هي حاشية آية الله السيد الميلاني. وهذه الدقة هي التي دفعت بعض الأكابر للتصريح بـ (أعلميته). ورغم أنني لست في مقام التحكيم الآن، إلا أن هذه النكتة تكفي للتدليل على العظمة العلمية والمكانة السامية لهذا المرجع الكبير.





