الترابط بين المهدوية والثورة ضرورة استراتيجية لتربية جيل ممهد للحضارة المهدوية

الترابط بين المهدوية والثورة ضرورة استراتيجية لتربية جيل ممهد للحضارة المهدوية

أكد رئيس مؤسسة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) على ضرورة العناية العميقة والاستراتيجية بالمعارف المهدوية، مشددًا على أن ربط قضية المهدوية بالنظام والثورة الإسلامية يُعدّ حاجةً ملحّة للمجتمع، ويستوجب تخطيطًا واسعًا، علميًا ومنهجيًا، من أجل تربية الجيل المهدوي وبناء خطاب عالمي في هذا المجال.

وبحسب ما أفادت به وكالة فارس من قم، صرّح آية الله محمود رجبـي، خلال لقائه بأعضاء الملتقى السنوي الخامس للثورة الإسلامية والمهدوية، أن من أعظم النعم أن يُقضى عمر الإنسان في خدمة المعارف المهدوية، والاهتمام بحضرة بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه)، والدفاع عن المفاهيم الأصيلة للمهدوية ونشرها في المجتمع، معتبرًا أن التوفيق للخدمة في هذا الميدان سعادة كبرى يمنّ الله بها على عباده.
وأشار عضو هيئة مدرّسي الحوزة العلمية في قم إلى أن قضية المهدوية موضوع واسع متعدد الأبعاد، ويتطلب بطبيعته مؤسسات قوية ومجهزة قادرة على أداء رسالتها على الوجه الأمثل، مؤكدًا أن من أهم هذه الأبعاد هو ربط المهدوية بنظام الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية، لأن هذا النظام يُدار في إطار نيابة الإمام المهدي (عج)، وهو ارتباط ينبغي تبيينه وترسيخه.
وأضاف رئيس مؤسسة الإمام الخميني (ره) أن الأسرة المهدوية وعلاقتها بالثورة الإسلامية تمثل محورًا مهمًا في هذا المجال، لما تحمله من عناصر وأبعاد متعددة، ينبغي تحليل كل واحد منها وبيان نسبته بالثورة، معتبرًا أن هذا التوجه نحو الجمع بين المهدوية والثورة توجّهٌ مبارك وضروري، لا سيما إذا كان الهدف هو السير بالنظام نحو الحضارة المهدوية، الأمر الذي يستلزم تربية قوى ممهدة واعية.
وأوضح عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة أن جانبًا مهمًا من هذا المسار يتمثل في الأبحاث العميقة والمنهجية، مبينًا أن تبيين مباحث المهدوية على أساس القرآن الكريم، والسنة، والعقل، يفضي إلى إقناع أوسع وأرسخ. وذكّر بما كان ينقله المرحوم العلامة مصباح اليزدي عن العلامة الطباطبائي من أن العقائد لا تكون راسخة إلا إذا استندت إلى التبيين العقلي والنقلي والقرآني معًا، بما يجعلها مقنعة لمختلف شرائح المجتمع.
كما شدد عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية على ضرورة مراعاة البعد العالمي للجمهور، بحيث تُقدَّم هذه المعارف ليس فقط للمجتمع الشيعي، بل للعالم الإسلامي، وأتباع الديانات السماوية، وحتى لغير المتدينين، مع الأخذ بعين الاعتبار تنوّع المستويات التعليمية، من الطلاب إلى النخب العلمية.
وفي سياق حديثه عن الحرب الناعمة والفضاء الرقمي، نبّه إلى أن العدو يستثمر بشكل ضخم لتوجيه العقول، مما يفرض ضرورة اعتماد أفق عالمي لنشر الفكر المهدوي، مع الحرص على أن تكون الأبحاث المنتجة متعددة المخرجات، قابلة للتوظيف في الإعلام، والفضاء الافتراضي، والتعليم، والمناهج الدراسية.
وأكد على أهمية صناعة الخطاب ، معتبرًا أن تحويل المهدوية إلى خطاب جامع ومؤثر بات من الضرورات، تمامًا كما ينجح الخصوم في تضخيم قضايا جزئية وتحويلها إلى ظواهر مجتمعية.
كما أشار إلى ضرورة الرصد المستمر للشبهات المعاصرة وتضمين الإجابة عنها في صلب الطرح المعرفي، اقتداءً بمنهج أعلام الفكر الإسلامي كالشّهيد مطهري والعلامة مصباح.
وحذّر في هذا السياق من خطر المهدوية المنحرفة، مؤكدًا أن التيارات الخرافية والبديلة تنشط في هذا المجال، ما يستدعي توضيح معايير المهدوية الأصيلة لتمكين الشباب من التمييز بين الحق والباطل.
وفي ختام كلمته، شدد على أهمية موضوع المؤتمر السنوي للمركز المهدوي، مؤكّدًا أن جهل الشباب بالمعارف الإسلامية والمهدوية سبب رئيس لكثير من المشكلات، وأن الأسرة تمثل المحور الأساس في تربية الجيل القادم، ما يفرض ضرورة تقديم نماذج علمية واستراتيجيات رصينة لمعالجة أزماتها المتفاقمة على المستويين الإسلامي والعالمي.

*ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل