نعزي الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) وقائد الثورة الاسلامية والعلماء الاعلام و العالم الاسلامي في ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد (عليه السلام) تاسع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) التي تصادف يوم غد الأحد، آخر يوم من شهر ذي القعدة سنة 220 هـ . سائلين الله القدير ان يوفقنا للسير على نهجه وزيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة… اللهم آمّين.
نسبه الكريم:
الإمام الجواد، هو محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد ابن الحسين السبط ابن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، العلوي، المدني، أبو جعفر الثاني، الملقب بالجواد والمرتضى والمنتجب والقانع.
ولادته:
ولد الامام الجواد (ع) في العاشر من رجب سنة 195 ﻫ. وتهلل وجه الإمام الرضا [ع] فرحاً بمولده، واستلم المولود الجديد فور ولادته الأرض بمساجده السبعة شاهداً بالوحدانية لله ولمحمد بالرسالة.
حياته المباركة:
عاصر الإمام الجواد (ع) شطراً من حكم الحاكم العباسي (الغير المأمون)، وسنتين من حكم (المعتصم بالشيطان).
أما الحاكم (الغير المأمون)، الذي قتل الإمام علي الرضا (ع) بالعنب المسموم، فقد حاول استقطاب ابنه الإمام محمد الجواد (ع) واستمالته إليه، في محاولة منه لتبرئة ساحته من دم أبيه الرضا (ع).
ام باستدعاء الإمام الجواد (ع) من المدينة، وعرض عليه أن يزوّجه ابنته “أم الفضل”، أملا في أن تشفع له المصاهرة في نسيان دم أبيه (ع).
إمامته للأمة:
أبوجعفر محمد الجواد (ع) هو التاسع من إثني عشر إماماً من أئمة أهل البيت (ع). استلم الإمامة سنة 203 هـ بعد شهادة أبيه الإمام الرضا (ع). قد عاصر اثنين من حكام الجور العباسيين هما (الغير المأمون، والمعتصم بالشيطان). استمرت إمامته لفترة سبع عشرة سنة التي انقضت خمس عشرة سنة منها في فترة حكم (الغير المأمون).
استشهاده:
في التاسع والعشرين من ذي القعده سنة 220هـــ استشهد الامام الجواد عليه السلام على يد (المعتصم بالشيطان) لعنة الله عليه .
وبعد موت (الغير المامون) جاء (المعتصم بالشيطان) للسلطة، فکان کاسلافه العباسيين علی خوفه من إمامة أهل البيت (ع) ومکانتهم العلمية والسياسية، فاستدعی الامام الجواد(ع) من المدينة الی بغداد عام (219) هـ خوفا من تألق نجمه واتساع تاثيره، وليکون علی مقربة من مرکز السلطة والرقابة، ولعزله عن ممارسة دوره العلمي والسياسي والشعبي.
تم استقدام الإمام الجواد (ع) من المدينة الی بغداد ولم يبق في بغداد الا مدة قصيرة حيث راح (المعتصم بالشيطان) يدبّر الجريمة بالتعاون مع جعفر بن (غير المأمون) الذی أغرى أخته “أم الفضل” بدسّ السم إلى الإمام، واستجابت “أم الفضل”، فوضعت السّم في العنب، وکأنها تعلّمت ذلك من أبيها (الغير المأمون) الذي اغتال الإمام الرضا(ع) بنفس الطريقة.
وهکذا استشهد الإمامُ الجواد (ع) في 29 ذي القعدة سنة 220 هجرية، وله من العمر 25 عاماً. وحُمل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش، الکاظمية حالياً، ليدفن إلى جانب جدّه الإمام موسى الکاظم (سلام الله عليه) حيث مرقده الآن يزوره المسلمون من بقاع العالم .
بالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد(ع)، وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الإثني عشر (ع) من أهل بيت رسول الله(ص)، إلاّ أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام(ع) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام (ع) والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم نجده غنيّاً من حيث تنوّع مجالاته، ومن حيث سموّ المستوى العلمي المطروح في نصوصه وحجمه، ومن حيث دلالاته التي تعد تحدّياً صارخاً عند ملاحظة صدور هذا التراث من مثل هذا الإمام الذي بدأ بالإشعاع والعطاء منذ ولادته وحتى سِنيّ إمامته وهو لم يبلغ عقداً واحداً من العمر.
في الحلقة اللاحقة سوف نستعرض شذرات من مواعظ الامام الجواد (ع) و وحكمه