سلمان المحمدي ابن الإسلام، أبو عبد الله مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحواريه الذي قال فيه: “سلمان منا أهل البيت”.
اسمه ونسبه
اسمه قبل الإسلام مابة بن بوذخشان بن مورسلان بن بهنوذان بن فيروز بن سهرك…
ألقابه
يقال: سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الإسلام. وروى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذكر عنده سلمان الفارسي، فقال أبو جعفر: “مهلاً، لا تقولوا سلمان الفارسي، ولكن قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منّا أهل البيت”…
مكاتبته من الرّق
في أسد الغابة بسنده، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاتب يا سلمان عن نفسك، فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته، على أن أغرس له ثلاثمائة ودية، وعلى أربعين أوقية من ذهب. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للأنصار: أعينوا أخاكم بالنخل. فأعانوني بالخمس والعشر، حتى اجتمع لي، فقال لي: نقر لها، ولا تضع منها شيئاً حتى أضعه بيدي. ففعلت، فأعانني أصحابي، حتى فرغت فأتيته، فكنت آتيه بالنخلة، فيضعها ويسوّي عليها تراباً فأنصرف. والذي بعثه بالحقّ، فما ماتت منها واحدة، وبقي الذهب…
أقوال العلماء فيه:
ورد في كتاب رجال بحر العلوم للطباطبائي:
“سلمان المحمدي ابن الإسلام، أبو عبد الله مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحواريه الذي قال فيه: “سلمان منا أهل البيت”. أصله من أصبهان. هاجر في طلب العلم والدين وهو صبي، وآمن بالنبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يبعث، وشهد معه الخندق إلى ما بعده من المشاهد، ولما قبض (صلى الله عليه وآله)، لزم أمير المؤمنين، ولم يبايع حتى أكره على البيعة. تولى حكومة المدائن في زمان عمر بأمر عليّ، وبها توفي”…
وجاء في كتاب “الاستيعاب”: “سلمان الفارسي أبو عبد الله، كان خيراً فاضلاً حبراً عالماً زاهداً متقشّفاً، يقال إنه مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويعرف بسلمان الخير، كان أصله من فارس…
مشاهده مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أوّل مشاهده الخندق، وهو الذي أشار بحفره، فقال أبو سفيان وأصحابه إذ رأوه: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. وقد قيل إنّه شهد بدراً وأحداً، إلا أنه كان عبداً يومئذٍ، والأكثر أن أول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)…
عمّن روى ومن روى عنه
روى عنه من الصحابة ابن عمر وابن عباس وأنس وأبو الطفيل وعقبه بن عامر وأبو سعيد الخدري وكعب بن عجرة من الصحابة ومن التابعين ومن بعدهم أبو عثمان النهدي…
أخباره وأحواله
قال حذيفة لسلمان: ألا نبني لك بيتاً؟ قال:لم؟ لتجعلني ملكاً وتجعل لي داراً مثل بيتك الذي بالمدائن؟ قال لا، ولكن نبني لك بيتاً من قصب ونسقفه بالبردي إذا قمت كاد أن يصيب رأسك، وإذا نمت كاد أن يصيب طرفيك. قال: فكأنك كنت في نفسي. وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه، فرقه وأكل من كسب يده. وكان يسفّ الخوص، وهو الذي أشار على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب، فلما أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحفره، احتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلاً قويّاً، فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقال الأنصار: سلمان منا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “سلمان منا أهل البيت”. وفي ذلك، يقول أبو فراس الحمداني:
كانت مودّة سلمان لهم رحماً ولم يكن بين نوح وابنه رحم
الرّوايات الواردة عنه
عن سلمان: “سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أطول الناس شبعاً في الدنيا، أكثرهم جوعاً يوم القيامة”… وروي عنه أنه قال: “قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب”…
وفاته
توفي سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) بالمدائن سنة 34 من الهجرة على الأصحّ، ودفن بها، وقبره معروف يزار إلى اليوم.
أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين