لبّت مدينة السماوة نداء الأربعين الخالد، بعد أن حطّت قافلة عشّاق الإمام الحسين(عليه السلام) الركب فيها، منذ أكثر من يومَيْن خلَتْ، حيث كان الدخول لهذه المدينة التي تنبضُ بحبّ الحسين (سلام الله عليه) كبقيّة المدن الأُخَر، من جهة قضاء الحضر التابع لمحافظة المثنّى.
و”الدخول للسماوة كان عبر ثلاثة طرق هي العام والسياحيّ بمحاذاة نهر الفرات وسكّة القطار، لتجتمع هذه الطرقات إضافةً إلى النيسميّة فيها بمدينة السماوة، التي هبّ أهلُها هبّةً حسينيّة واستقبلوهم بكرمٍ واستقبالٍ قلّ نظيره، كيف لا وهم زائرو وضيوف الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث فُتِحت سرادقُ الخدمة والحسينيّاتُ والبيوت التي فُتِحت قَبلها القلوبُ لضيافتهم”.
و”تعتبر السماوة واحدةً من المحطّات الهامّة على طريق الزائرين، حيث تشهد التقاء زائري المحافظات الجنوبيّة (البصرة، الناصريّة، ميسان) إضافةً إلى مَنْ يلتحق بهم من أبناء المحافظة، ويتواصل المسيرُ فيها أكثر من أربعة أيّام تبقى المدينةُ في حالة إنذارٍ حسينيّ دائم”.
وتبقى الغاياتُ الجوهريّة التي نستخلصها من الروايات الشريفة في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، هو تجديد العهد والولاية واختبار الحسّ بالإقدام والتضحية في طريق أهل البيت(عليهم السلام) ونصرة معتقداتهم، وهذا ما ورد في نصّ الزيارة: (وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ).