مزاولة المرأة لأعمال الرجل توجيه مخادع للمساواة بينهما
بعض الناس يُطلقون كلامًا دفاعاً عن حقوق المرأة. وهذا الكلام ليس عديم الإحترام للمرأة وحسب، بل هو انتقاص من قدرها. وأقصد هنا جماعة في داخل البلد، وإلا فهذه الأعمال في الثقافة الغربية الأوروبية ـ على ما يحتمل احتمالاً يقارب اليقين ـ هي من مؤامرات الصهاينة الذين يهدفون إلى تخريب المجتمع البشري والقضاء عليه، حيث يجعلون المرأة متاعاً ووسيلة لتلذّذ الرجل. ولكن في بيئتنا الإسلامية – سواء في داخل البلد، أم في بعض الأجواء الإسلامية الأخرى– وباسم الدفاع عن المرأة، يطرحون بشأن المرأة أموراً وواجبات وتوقّعات، تعدّ احتقاراً واستصغاراً لها، قائلين: “لماذا لا تسمحون للمرأة بالعمل في خارج المنزل؟”. أوّلاً، من الذي لا يسمح بذلك؟ وما هو الإشكال في هذا الأمر؟ ثانياً، هل يعتبر العمل في خارج المنزل، كالعمل المكتبي وأمانة السر في الإدارة الفلانية، شأناً للمرأة حتى نفتعل المشاكل لأجله؟ هل هذا هو معنى العدالة؟ العدالة تعني أن نتعرّف إلى ما أودعه الله سبحانه وتعالى وجعله كامناً في ذات كلّ مخلوق، وأن نعرف قدره وقيمته، وأن نعمل على تربيته وتنميته؛ هذه هي العدالة.
لقد جعل الله تعالى الرجل مثل المرأة من نواح عديدة: فلا فرق بينهما من حيث العروج إلى المقامات المعنوية، ونموذجه فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). ولا فرق بينهما من حيث القدرة على القيادة، ونموذجه فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، ولا فرق بينهما من حيث القدرة على هداية البشر، ونموذجه فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، ولكن هناك فرق بينهما من حيث واجباتهما في إدارة الحياة، ومثاله أيضاً فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
هؤلاء الذين يريدون الدفاع عن حقوق المرأة، إنما ينفخون في البوق من الجهة الواسعة المعاكسة. ولا يفهمون ماذا يقولون، ولا عن أي شيء في المرأة يدافعون . يقولون: لمَ لا تتولّى المرأة مهمة الإدارة؟ ولكن هل الإدارة فخر للإنسان حتى يسعى الإنسان للتساؤل هل الإدارات خاصة للرجال؟ ويسمون ذلك بالعدالة الجنسية. هل هذه عدالة؟
الذين نادوا في الغرب بالمساواة الجنسية نادمون اليوم
إنّ أولئك الذين كانوا يطرحون في العالم المساواة الجنسية ويسعون وراءها، باتوا يعانون اليوم من الشقاء والتعاسة والفساد إلى درجة ندموا عليها. وبالطبع فإنّ كثيرًا منهم لا يصرّحون بذلك ولا يعترفون. وكثير منهم قد تربّوا ونشأوا على هذه الثقافة، ولا يدركون ما الذي يجري. غير أنّ مفكّريهم يعرفون ويتحدثون ويعبّرون عن قلقهم حيال ذلك.
* كلمة الإمام الخامنئي في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت (ع) بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ــ 19/03/2017 م.