معركة الجمل، هي المعركة الأولى التي خاضها الإمام علي (عليه السلام) في زمن خلافته، وبما أنّ أصحاب الجمل نكثوا بيعتهم للإمام علي (ع) عرفوا في التاريخ بالناكثين، وكان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر هم قادة أصحاب الجمل الذين جيّشوا الجنود مقابل جيش الإمام علي (ع) .
وقد حدثت في الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة من سنة 36 للهجرة في منطقة “الخُرَيبَة” من نواحي البصرة، وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة، والمسمى بعسكر [1].
المبررات التي ساقها قادة أصحاب الجمل
برر طلحة موقفه من هذه المعركة في خطبته التي أوردها في جمع من أهل البصرة بأنه جاء مصلحاً، حيث قال: «ولسنا نطلب خلافة ولا ملكاً، وإنا نحذركم أن تغلبوا على أمركم، وتقصروا دون الحق، وقد رجونا أن يكون عندكم عون لنا على طاعة الله وإصلاح الأمة؛ فإنّ أحق من عناه أمر المسلمين ومصلحتهم أنتم يا أهل البصرة».[2]
بيان أمير المؤمنين (ع)
نقل عن الإمام علي (ع) في الخطبة (172) من نهج البلاغة حول دور طلحة وزبير في المعركة حينما قال: «فخرجُوا يجرُّون حُرْمَةَ رسول اللَّه (ص) كما تُجرُّ الأَمَةُ عندَ شرائها مُتوجِّهينَ بها إلى البصرة».[3]
حبّ كل من طلحة والزبير للسلطة
وقد أشار أمير المؤمنين (ع) إلى هذا العامل في الخطبة 148 من نهج البلاغة والتي جاء فيها: «كلُّ واحد منهما – أي: طلحة وزبير- يرجو الأَمرَ لهُ، ويَعْطِفُهُ عليه دون صاحبه لا يَمُتَّانِ إلى اللَّه بحبل ولا يَمُدَّانِ إِليه بسبب».[4]
نكث العهد وإثارة الفتنة
أشار أمير المؤمنين (ع) إلى ذلك في خطبته التي نادى فيها الناس أن تجهزوا للمسير؛ فإن طلحة وزبير قد نكثا البيعة، ونقضا العهد، وأخرجا عائشة من بيتها يريدان البصرة؛ لإثارة الفتنة، وسفك دماء أهل القبلة.[5]
عامل الحقد والضغينة
وهذا العامل لا يمكن إنكاره فقد كان يعتلج في قلوب البعض منهم من الحقد والضغينة لأمير المؤمنين (ع) الشيء الكثير حتى أنّه أرجع حقد المرأة عليه إلى العوامل التالية:
أحدها تفضيل رسول الله (ص) له على أبيها.
وثانيها لما آخى بين أصحابه اختصه بإخوته دون غيره.
ثالثها: وأوحى الله تعالى إليه (ص) بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابه (ع).
رابعها: إن رسول الله (ص) أعطاه الراية يوم خيبر – بعد أن أعطاها لجماعة، ولم يتمكنوا من فتح الحصن- قائلاً: لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كراراً غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، فأعطاه الراية، فصبر حتى فتح الله تعالى على يديه و….[6]
يضاف إلى ذلك أن طلحة وزبير أرسل إليهما معاوية بن أبي سفيان كتابا دعاهما فيه إلى نقض بيعتهما للإمام علي (ع) والمطالبة بدم عثمان وأنَّه قد أخذ بيعة أهل الشام للزبير ولطلحة من بعده ولم يبق أمامهما إلا أخذ البيعة من أهل البصرة والكوفة، مما أدى بهما إلى الإجهار بالخصومة لأمير المؤمنين (ع).[7]
محاولة إخفاء ما قام به قادة الفتنة
عندما طرق سمع أمير المؤمنين (ع) مطالبة طلحة وزبير بدم عثمان وأنهما نهضا للآخذ بثأره قال:
«واللَّه ما قتلهُ غيرهما».[8] كذلك ورد هذا المعنى في الخطبة (137) من نهج البلاغة حيث قال (ع): «واللَّه ما أَنكروا عليَّ منكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نِصْفاً، وإِنَّهُمْ ليطلبونَ حقاً هُم تركوهُ ودماً هم سفكوه».[9]
وقال : مشيراً إلى ما يرومه طلحة من التغطية على موقفه من عثمان وأنه المحرض والساعي في قتله: «واللَّه ما اْستعجلَ– أي طلحة- مُتجرِّداً للطَّلبِ بدم عثمانَ إِلا خوفاً من أَن يُطالبَ بدمه؛ لأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ، ولمْ يكن في القوم أَحرص عليه – أي على قتل عثمان- منه. فَأَراد أَنْ يُغالطَ بما أَجْلَبَ فيه؛ ليلْتَبِسَ الأَمْرُ، ويقعَ الشَّكُّ».[10] وبالتأمل في تلك الفقرات يتضح أنه:
أولا: تركيز أمير المؤمنين(ع) على طلحة والزبير، وكأنه يرى فيهما المحرك الرئيسي لتلك الحرب، وأنّ عائشة تلعب دوراً هامشياً، وأنّهما استغلا موقعها من رسول الله (ص)؛ لإضفاء الشرعية على تحركهما.
ثانياً: الأدلة التي ساقها قادة الفتنة في الجمل لم تكن بالأدلة المحكمة والمدعومة بالدليل والبرهان المحكمين؛ خاصة قضية المطالبة بدم عثمان؛ وذلك لأن هؤلاء الثلاثة ومنهم عائشة لم يكونوا على وئام مع عثمان.
وقد أشار ابن أبي الحديد “في شرح نهج البلاغة ” إلى الخصومة الشديدة بين عائشة وبين عثمان بقوله: «قال كل من صنف في السير والأخبار أن عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان حتى إنّها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص)، فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل، وعثمان قد أبلى سنته».[11]
نكث طلحة والزبير للعهد
بويع أمير المؤمنين (ع) في شهر ذي الحجة من سنة 35 هـ للخلافة بعد إصرار من المهاجرين والأنصار وبإجماع من أهل المدينة، ولم يكن (ع) راغباً للخلافة إلا أنّهم حملوه على ذلك، وكان كل من طلحة وزبير في تلك الفترة يأمل في أن تصل الخلافة إليه.[14] كما أنهما يأملان أن يحصلا على ولاية بعض البلدان الإسلامية، قال ابن قتيبة: «إن الزبير وطلحة أتيا عليا بعد فراغ البيعة، فقالا: هل تدري على ما بايعناك يا أمير المؤمنين؟ قال عليّ: نعم، على السمع والطاعة…. فقالا: لا، ولكنا بايعناك على أنا شريكاك في الأمر، قال علي: لا، ولكنكما شريكان في القول والاستقامة والعون على العجز. وكان زبير لا يشك في ولاية العراق، وطلحة في اليمن، فلما استبان لهما أن عليا غير موليهما شيئا، أظهرا الشكاة.[15]
ولما عرف طلحة والزبير- بعد مرور أربعة أشهر من قتل عثمان- من حال عائشة وحال القوم عملا على اللحاق بها والتعاضد على شقاق أمير المؤمنين (ع)؛ فاستأذناه في العمرة، فقال (ع): «الله يعلم أنهما أرادا الغدرة».[16]
الالتحاق بعائشة
وبعد أن أذن لهما أمير المؤمنين (ع) بالسفر التحقا بعائشة التي كانت قد ذهبت إلى مكة معتمرة، وذلك قبل قتل عثمان، وأرسلا إليها يطلبان منها المعاضدة والإسناد في الطلب بدم عثمان والاقتصاص من قتلته الذين ما زالوا مع علي (ع) – حسب زعمهم- فقبلت بذلك.[17]
ولكي يرفعا الحرج عنهما، ويبررا خروجهما على علي (ع)، أخذا بالتنصل عن البيعة، فكانا كلما لقيا شخصاً في طريقهما إلى مكة يقولان له: ليس لعلي (ع) في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين.[18]
اتحاد الناكثين
كان للزبير الذي هو ابن عمّة كل من النبي الأكرم (ص) والإمام علي (ع)، وزوج أخت عائشة ، ولابنه (المشؤم) عبد الله الدور الكبير في تشكيل جبهة الناكثين مع طلحة و عائشة وإشعال نار الحرب.[19] إضافة إلى ما تكنه عائشة من حقد تجاه علي (ع)[20] مما ساعد على تشكيل المثلث القيادي منها ومن طلحة والزبير.
وكان لموقف عائشة هذا الدور الكبير في تعزيز موقف كل من طلحة والزبير مستفيدة من كونها زوجة رسول الله (ص) وما يعني هذا الموقع من قيمة عند جمهور المسلمين.[21]
ومن الأمور التي عززت موقف رؤوس الناكثين، وقوّت جبهتهم الداخلية هو التحاق كلّ من عبد الله بن عامر بن كُرَيز العبشمي القرشي ويعلي بن أمية بهم، من اليمن، وما وفّراه لهم من مال كثير بلغ حسب بعض المصادر 600 جمل وستة آلاف دينار، فاجتمع القوم في بيت عائشة.[22]
التحرك نحو البصرة
مسار حركة جيش الإمام علي (ع) ومسار حركة أصحاب الجمل
وبعد مشاورات تم التوافق على طلب عبد الله بن عامر في التوجه نحو البصرة، ورفض ما اقترحته عائشة من التوجه إلى المدينة، وقد أشار الطبري وغيره إلى هذه الحادثة بقوله: لما اجتمع إلى مكة بنو أمية وطلحه والزبير، ائتمروا أمرهم، فأمرتهم عائشة بالخروج إلى المدينة، واجتمع القوم على البصرة وردوها – أي عائشة- عن رأيها، وقال لها طلحه والزبير: «إنا نأتي أرضا قد أضيعت وصارت إلى علي (ع)، وقد أجبرنا علي (ع) على بيعته»، وهم – يعني أهل المدينة- محتجون علينا بذلك وتاركو أمرنا… فنادى المنادى: إنّ عائشة تريد البصرة، فخرجت عائشة ومعها طلحة والزبير[23] بجيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل تسعمائة منهم من أهل المدينة.
وصول عائشة إلى البصرة
في تلك الأثناء كتبت عائشة كتاباً إلى شيوخ البصرة أرسلته إليهم بيد عبد الله بن عامر، وطلبت منه أن يذهب إلى صنائعه – باعتباره كان واليا على البصرة في زمن عثمان- فاندس إلى البصرة، فأتى القوم. وكتبت عائشة إلى رجال من أهل البصرة، وكتبت إلى الأحنف بن قيس وصبرة بن شيمان وأمثالهم من الوجوه، ومضت حتى إذا كانت بالحفير أو حفر أبي موسى انتظرت الجواب بالخبر.[24]
فلما تناهى خبر وصولهم إلى البصرة إلى واليها الصحابي الجليل عثمان بن حنيف أرسل عِمران بن حُصَين وأبي الأسود الدُؤَلي، فقال: انطلقا إلى هذه المرأة فأعلما علمها وعلم من معها، فخرجا فانتيا إليها وإلى الناس، فاستأذنا فأذنت لهما، فسلّما وقالا: إنّ أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك، فهل أنت مخبرتنا؟ فقالت:
«إنّ الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله (ص)، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تره ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض و الجلود…. فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به، و نحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه، ونحثكم على تغييره».
فقالا لها: «إن الله أمرك أنت وسائر زوجات النبي (ص) في قوله تعالى وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [25]
أما طلحة والزبير فقد تذرعا بالطلب بدم عثمان، وأنّهما بايعا عليا مكرهين.[26]
وصول الامام علي (ع) إلى الربذة
ورد في الأخبار المروية أن تلك الأحداث وقعت في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من ربيع الآخر أو من جمادى الأولى من سنة 36 للهجرة.[27] وأن الإمام (ع) حينما علم بخروج عائشة وطلحة والزبير نحو البصرة استنفر أهل المدينة، فلبوا نداءه.[28] فخرج – وهو يرجو أن يدركهم فيحول بينهم وبين الخروج- في سبعمائة راكب منهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار وسبعون بدرِيّاً وباقيهم من الصحابة، وقد كان استخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري، فانتهى إلى الربَذَة[29] وفاته طلحة وأصحابه، فانصرف حين فاتوه إلى العراق في طلبهم.
ولحق بعلي (ع) من أهل المدينة جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأتاه من طيئ ستمائة راكب…. وسار علي (ع) بمن معه حتى نزل بذي قار، وبعث بابنه الحسن (ع) وعمار بن ياسر (رض) إلى الكوفة يستنفران الناس، فسارا عنها ومعهما من أهل الكوفة نحو سبعة آلاف، وقيل: ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلاً منهم الأشتر، فانتهى علي (ع) إلى البصرة، وراسَلَ القوم وناشدهم اللّه، فأبَوْا إلا قِتَاله.[30]
جيش الإمام علي (ع)
لما دنا الإمام (ع) من البصرة صفّ الكتائب، وعقد الرايات:
راية لحمير وهمدان، وولى عليهم سعيد بن قيس الهمداني.
راية لمذحج والأشعريين، وولى عليهم زياد ابن النضر الحارثي
راية لطيئ، وولى عليهم عدي بن حاتم
راية لقيس وعبس وذبيان، وولى عليهم سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد
راية لكندة وحضرموت وقضاعة ومهرة، وولى عليهم حجر بن عدي الكندي
راية للازد وبجيلة وخثعم وخزاعة، وولى عليهم مخنف بن سليم الأزدي
راية لبكر وتغلب وافناء ربيعة، وولى عليهم محدوج الذهلي
راية لسائر قريش والأنصار وغيرهم من أهل الحجاز، وولى عليهم عبد الله بن العباس
وكان على الرجاله جندب بن زهير الأزدي. وكان الأحنف بن قيس قد انحاز إلى علي (ع) ومعه ستة آلاف قوس، فقال لعلي (ع): «إن شئت قاتلت معك وإن شئت كففت عنك عشرة آلاف سيف». فقال (ع): «اكفف عنا عشرة آلاف سيف».
نعم، انحازت بعض القبائل إلى أصحاب الجمل كقيس وأزد وحَنْظَله وعِمران وتَميم وضَبّه ورِباب. وهناك من اعتزل الفريقين معاً.[31]
وجاء في رواية أخرى أن جيش الإمام (ع) بلغ تسعة عشر أو عشرين ألف مقاتل فيما بلغ عدد جيش المخالفين ثلاثين ألفاً أو أكثر.[32]
وكان على ميمنة جيش الإمام مالك الأشتر وعلى الميسرة عمار بن ياسر، وكانت الراية عند ولده محمد بن الحنفية.[33] وكان الحسن (ع) في الميمنة والحسين (ع) في الميسرة.[34]
الزمان والمكان
اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ وقوع الحرب فذهب البعض إلى القول بأنها وقعت يوم الخميس الموافق للنصف من جمادى الآخرة سنة 36ه.[35] وهناك من قال إنها وقعت في العاشر من جمادى الآخرة من سنة 36هـ.[36] وبعضهم قال إنها وقعت في العاشر من جمادى الأولى سنة 36ه.[37] في منطقة الخُرَيبَة من نواحي البصرة.[38]
نشوب الحرب
لما قدم الإمام علي(ع) البصرة دخل مما يلي الطفَّ، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار طلحة والزبير وعائشة من الفرضة.[39] وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في مسجد الحدّان في الأزد، وكان القتال في ساحتهم.[40]
لم يكن أمير المؤمنين (ع) راغباً للحرب، فبقي ثلاثة أيام يراسل القوم لعلهم يرجعون عن غيهم والدخول تحت ولايته شأنهم شأن سائر الناس.[41] وبقي (ع) على موقفه في السعي لحقن دماء المسلمين حتى اللحظات الأخيرة، ففي اليوم الذي نشبت فيه الحرب أعطى (ع) للحوار والمساعي الخيرة فسحة حتى منتصف ذلك اليوم. وقد أشار الدينوري إلى هذه القضية بقوله:
«وأقام علي رضي الله عنه ثلاثة أيام يبعث رسله إلى أهل البصرة، فيدعوهم إلى الرجوع إلى الطاعة والدخول في الجماعة، فلم يجد عند القوم إجابة، فزحف نحوهم … ثم سار نحو القوم حتى دنا بصفوفه من صفوفهم، فواقفهم – وأمهلهم- من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر، يدعوهم ويناشدهم، وأهل البصرة وقوف تحت رايتهم، وعائشة في هودجها أمام القوم».[42]
الخطوات التي قام بها الإمام (ع)
السعي للصلح
كتب الإمام (ع) إلى طلحة والزبير كتاباً جاء فيه: «أما بعد! فقد علمتم أني لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني، وأنتم ممن أرادوا بيعتي، ولم تبايعوا لسلطان غالب ولا لغرض حاضر، فإن كنتم قد بايعتم مكرهين فقد جعلتم إليّ السبيل عليكم بإظهاركم الطاعة وكتمانكم المعصية…وأما قولكم: إني قتلت عثمان بن عفان، فبيني وبينكم من يحلف عني وعنكم من أهل المدينة ثم يلزم كل امرئ بما يحتمل، وهؤلاء بنو عثمان بن عفان فليقروا بطاعتي ثم يخاصموا قتلة أبيهم إليّ، وبعد فما أنتم وعثمان قتل مظلوما! كما تقولان أنتما رجلان من المهاجرين، وقد بايعتموني ونقضتم بيعتي، وأخرجتم أمكم من بيتها الذي أمرها الله تعالى أن تقرّ فيه- والله حسبكم- والسلام».
وكتب (ع) إلى عائشة: «أما بعد فإنك قد خرجت من بيتك عاصية للّه تعالى ولرسوله محمد (ص) تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين، فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس فطلبت! زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من بني أمية وأنت امرأة من بني تيم بن مرة، ولعمري أن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان! وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيّجت، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك بسترك- والسلام-».
أما طلحة والزبير فإنّهم لم يجيبوا عليا (ع) عن كتابه بشيء لكنهم بعثوا إليه برسالة أن يا أبا الحسن (ع)! قد سرت مسيراً له ما بعده، ولست براجع وفي نفسك منه حاجة، ولست راضياً دون أن ندخل في طاعتك، ونحن لا ندخل في طاعتك أبداً، واقض ما أنت قاض- والسلام.
ثم وثب عبد الله بن الزبير فقال: «أيها الناس! إنّ عليا بن أبي طالب هو الذي قتل الخليفة عثمان بن عفان، ثم إنّه الآن قد جاءكم ليبين لكم أمركم، فاغضبوا لخليفتكم، وامنعوا حريمكم، وقاتلوا على أحسابكم…».
فوثب الحسن (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه الزبير بن العوام لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، وطلحة بن عبيد الله راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتز الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل الكوفة على أهل البصرة فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».[43]
ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) صَعْصَعة بن صوحان ومن بعده عبد الله بن عباس، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين….. قال صعصعة (رض):
«فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضّت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن».[44]
ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على نكث بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.[45] وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.[46]
بيان مقررات الحرب وأخلاقياتها
كان الإمام (ع) حريصاً على مراعاة أخلاق الحرب فأمر أصحابه أن لا يقاتلوا حتى يبدأوا، وأن لا يجهزوا على جريح، ولا يمثّلوا، ولا يدخلوا داراً بغير إذن، ولا يشتموا أحداً، ولا يهيجوا امرأة، ولا يأخذوا إلاّ ما في عسكرهم.[47]
تقديم النصح لقادة الفتن
بقي الإمام (ع) حتى اللحظات الأخيرة على منهجه من تقديم النصح لهم، فقد ذكر المؤرخون: أنه لما ترائى الجمعان خرج علي (ع) إلى طلحة والزبير، فدنا منهما حتى اختلف أعناق دوابِّهما. فقال علي (ع):
«لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا، إن كنتم أعددتما عند الله عُذراً فاتَّقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا…» فقال طلحة: «ألَّبتَ الناس على عثمان». قال علي (ع): «يومئذ يُوفِّيهمُ اللهُ دينهم الحقُّ ويعلمون أن الله هو الحقُّ المبين. يا طلحة، تطلب بدم عثمان؟ فلعن الله قتلة عثمان. يا زبير أتذكر يوم مررت بي مع رسول الله (ص) ؟ فقال لك رسول الله (ص):
لتُقاتلنَّه، وأنت له ظالم!»، فقال: «اللهمَّ نعم، ولو تذكَّرت ما سرتُ مسيري هذا – والله – لا أقاتلك أبدا». فانصرف علي (ع) إلى أصحابه فقال: «أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ألاَّ يقاتلكم». ورجع الزبير إلى عائشة فقال لها: «ما كنتُ في موطن منذ عقِلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا». فقالت:
«فماذا تريد أن تصنع؟» فقال: «أريد أن أدعهم وأذهب». فقال له ابنه عبد الله: «جمعت هذين الجيشين حتى إذا حدَّد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب أحسستَ رايات ابن أبي طالب، وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد؟» قال: «إني قد حلفت أن لا أقاتله». فقال له: «كفِّر عن يمينك وقاتل». فدعا غلاماً له يقال له مكحول، فأعتقه.[48]
الدعوة إلى الإتحاد
ثم إنّ الإمام (ع) أمر رجلاً من عبد القيس أن يرفع مصحفاً، فرفعه، وقام بين الصفين، فقال:
«أدعوكم إلى ما فيه، أدعوكم إلى ترك التفرق، وذكر نعمة الله عليكم في الألفة والجماعة»
فرمي بالنبل حتى مات. ورمى رجل من عسكر القوم بسهم، فقتل رجلا من أصحاب أمير المؤمنين (ع)، فأتى به إليه، فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى آخر، فقتل رجلا من أصحاب علي (ع)، فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى رجل آخر، فأصاب عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي فقتله، فأتى به أخوه عبد الرحمن يحمله، فقال علي (ع): «اللهم اشهد»، ثم قال علي (ع): «هذا وقت الضراب».[49]
نتيجة الحرب
لما نشبت الحرب بين الجيشين كانت الغلبة منذ بداية الحرب لجيش الإمام (ع) وما هي الا ساعات حتى بان الانكسار واضحاً على أصحاب الجمل،[50] وأحيط بطلحة عند المساء ومعه مروان بن الحكم يقاتل فيمن يقاتل.
”فلما رأى مروان الناس منهزمين قال: «والله لا أطلب ثأري بعثمان بعد اليوم أبداً»“
فانتحى لطلحة بسهم فأصاب ساقه فأثخنه، والتفت إلى أبان بن عثمان، فقال له: «قد كفيتك أحد قتلة أبيك». وجاء مولى لطلحة ببغلة له فركبها وجعل يقول لمولاه: «أما من موضع نزول؟» فيقول: «لا قد رهقك القوم». وأدخل داراً من دور بني سعد بالبصرة فمات فيها.[51]
وذكرت بعض المصادر أنّ زبير ندم على ما قام به، وانسحب من المعركة قبل نشوبها[52] وفي رواية أخرى أنّ الزبير انسحب من المعركة متجها نحو المدينة بعد أن لاحت علامات الانكسار على أصحاب الجمل.[53]
وعلى كل حال لما انسحب الزبير من المعركة تبعه عمرو بن جرموز مع جماعة من أصحابه، وقتله في منطقة تسمى بوادي السباع.[54] ثم احتزّ رأسه، وجاء به بين يدي علي بن أبي طالب (ع)، وأخبره بما صنع بالزبير. فأخذ علي (ع) سيف الزبير، وجعل يقلّبه، وهو يقول: «إنّه لسيف طالما جلّى الكروب عن وجه رسول الله (ص) ولكن الحين والقضاء».[55]
مصير عائشة
بعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع):
”«ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم، وأبرزوك».“
وأمر أخاها محمداً، فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) بعبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى المدينة. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى علي (ع)»، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت عائشة من البصرة، وقد بعث معها علي (ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة.[56]
وقيل أن عائشة دخلت المدينة، وصارت إلى منزلها نادمة على ما كان منها، فكانت عائشة إذا ذكرت يوم الجمل تبكي لذلك بكاء شديداً، ثم تقول: يا ليتني لم أشهد ذلك المشهد! وكانت اذا قرأت ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾[57] تبكي حتى يبتل خمارها.[58]
عدد القتلى
اختلفت كلمة المؤرخين في عدد قتلى معركة الجمل، ففي رواية أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، عن أبيه: عن محمد بن أبي يعقوب قال: قتل يوم الجمل ألفان وخمس مائة من أهل البصرة.[59] وفي روايات أخرى أن عدد القتلى من أصحاب الجمل يتراوح ما بين 6000 و25000.[60]
وأما الشهداء من جيش الإمام (ع) فقد تراوح ما بين (400 و5000) شهيد.[61]
الهوامش
1- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 452، 456 و 507.
2- المفيد، الجمل، ص 304.
3- نهج البلاغة، ص 247.
4- نهج البلاغة، ص 206.
5- المفيد، الجمل، ص 240.
6- المفيد، الجمل، ص 409.
7- الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 4، ص 472.
8- المجلسي، بحار الأنوار، ج 32، ص 121.
9- نهج البلاغة، ص 194.
10- نهج البلاغة، ص 250.
11- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 215.
14- نهجالبلاغة، الخطبة 148؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 453، 455.
15- ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 51 – 52؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 429، 438.
16- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 429؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 226.
17- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 159؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 144؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 452.
18- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 435.
19- ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 2، ص 249 – 250 و ج 3، ص 242 – 243.
20- نهجالبلاغة، الخطبة 15 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 544؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 425 – 434 .
21- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 450 – 451؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 226 – 227.
22- سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 301.
23- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص157 – 159؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 454؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 453؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3 ، ص 102 .
24- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص160 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 461.
25- الأحزاب: 33.
26- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 160؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 461 .
27- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص163 – 164 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 468 .
28- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 165 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 457.
29- الحموي، معجم البلدان، ذيل كلمة ربَذَة.
30- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 158 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 477 – 479 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص103 – 105؛ ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ج 1، ص 110.
31- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 186 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص500 – 505؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 145 – 146 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 463؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 117.
32- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 5۰5ـ5۰6؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 461 .
33- المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 179 (النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).
34- المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 186(النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).
35- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 5۰1.
36- المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 113.
37- اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 182 .
38- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 174 ؛ الحموي، معجم البلدان، ذيل كلمة خُرَيبَة.
39- ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ج 1، ص 111؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص500 – 501 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 104 – 106 .
40- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 503.
41- الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1 ، ص 147 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 501 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3 ، ص 106 ؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص 334 .
42- الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص147 .
43- ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 70 – 71 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص 465 – 467 .
44- المفيد، الجمل، ج 1 ، ص 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص467 .
45- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 169 ؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 76 ؛ المفيد، الجمل، ص 319 ـ 325 .
46- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 170 ؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 149 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 507 .
47- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 170.
48- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 513.
49- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 170 – 171 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 182 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 509 .
50- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 171.
51- الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 148.
52- ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص470 – 471 .
53- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 181.
54- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 511 .
55- ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 471 – 472 .
56- المسعودي، مروج الذهب، ج 3 ، ص113 – 114 .
57- الأحزاب: 33.
58- ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 487.
البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 187 .
59- خليفة بن خياط، ج 1، ص 112 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 539 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص487 – 488 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3 ، ص 95 – 96 .
60- خليفة بن خياط، ج 1 ، ص 112 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص 487 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3 ، ص 96 .
المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، القاهرة – مصر، طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم.
ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، كتاب الفتوح، بيروت – لبنان، طبعة علي شيري.
ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، القاهرة – مصر، طبعة محمد إبراهيم بنا ومحمد أحمد عاشور.
ابن خياط، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، بيروت – لبنان، طبعة مصطفى نجيب فوّاز و حكمت كشلي فوّاز.
ابن قتيبة، عبد الله بن عبد المجيد، الإمامة والسياسة، المعروف بتاريخ الخلفاء، القاهرة – مصر.
البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، دمشق – سوريا، طبعة محمود فردوس العظم.
الحموي، ياقوت، معجم البلدان.
الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، مصر، طبعة عبد المنعم عامر.
الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت – لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، بيروت – لبنان، أضواء الحوزة، 1433 هـ – 2012 م.
المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت – لبنان، مؤسسة الوفاء.
المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجواهر، ترجمة أبو القاسم باينده، طهران – إيران، انتشارات علمي وفرهنكي.
المفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، قم – إيران، طبعة علي مير شريفي.
اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، ترجمة:ه إبراهيم آيتي، بنكاه ترجمه ونشر كتاب، طهران – إيران.
سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، تذكرة الخواص المعروف بتذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة، المحقق: الدكتور عامر النجار، د.م، مكتبة الثقافة الدينية، ط 1، 1429 هـ – 2008 م.
نهج البلاغة، ترجمه جعفر شهيدي، طهران.