وردت روايةٌ عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في فضل صيام الأيّام الثلاثة الأخيرة من شهر شعبان.
فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنهُ قَالَ: ( مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ شَعْبَانَ ، وَ وَصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.)
وجاء عن الإمام علي الرّضا (عليه السلام) أنّه قال: (من صام ثلاثة أيّام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين).
وعن أبي الصّلت الهرويّ قال: دخلت على الإمام الرّضا(ع) في آخر جمعةٍ من شعبان فقال لي: (يا أبا الصّلت إنّ شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّوجل، ولا تدعنّ أمانةً في عنقك إلّا أدّيتها ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلّا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلّا أقلعت عنه، واتّق الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك (وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)، وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشّهر: (اَللّـهُمَّ اِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْهُ) ، فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر.
مفاتيح الجنان / الشيخ عباس القمي / ص174