قال تعالى( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ)سورة البقرة آية 145
تعرض الآية المباركة صورة عن المعاندين الرافضين لاتباع الهدي النبوي سواء بالأسلوب الدعوي العقلائي المبني على البيان والبرهان أم آيات الإعجاز والبرهان التكويني؛ فهؤلاء حددوا خيارهم مسبقاً والتمسك برؤيتهم الناشئة من منطلقات نفسية وأهوائية. غير خاضعة لقاعدة البرهان والدليل والمنهج العقلي. إنما هي أهواء تبحث عن مساحة وجودية بين المفاهيم المتشابكة. والجمل المبعثرة والكلمات غير المترابطة وهذا ما بينه أمير المؤمنين عليه السلام
حين قال : ( أيها الناس، إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله. يتولى فيها رجال رجالا. فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معاً، فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجي الذين سبقت لهم من الله الحسنى).