المهدي الذي يملأ الأرض عدلًا وقسطًا من الذي يعينه؟ ومن الي يشخصه؟ وهذه من المسائل التي وقع الخلاف بها بين علماء المذاهب الإسلامية.
وهل أن الروايات بينت أنه من نسل الحسين أو الحسن أو أن اسمه اسم النبي (ص) واسم أبيه اسم أبي كما في الروايات المنقولة عن النبي؟
فمن هي الجهة التي تستطيع أن تحدد من هو الإمام؟
الشيخ العاروري: 1- لا يوجد هناك جهة تحدد من هو الإمام المهدي بل هذا متعلق بأمر سماوي من القرآن والسنة.
2- مصدر هذه المعرفة هو الوحي اليقيني ولا بد أن يكون منصوصًا عليه إما بالقرآن أو بالسنة أما الأمور الغيبية فلا يمكن أن تأول باجتهاد البشر وهناك نلاحظ أن كثير من الكلام وقع بهذا الأمرفهناك ثلاثين طائفة وثلاثين شخصًا يدعون أنه المهدي.
السيد الزاكي: لكن أنتم سابقًا ثبتم أن المهدي هو محمد بن عبد الله فكيف تمسكتم بذلك؟
الشيخ العاروري: صحيح إن السنة عندنا وردت كذلك.
الشيخ المنصوري: إن المهدي هو خليفة الله تعالى وهذا الاختلاف فيه بين المسلمين وقد بين القرآن الكريم قضية الخليفة والاستخلاف ، وأن الخليفة الله تعالى يعينه، وهذا الخليفة علمه لدني من قبل الله تعالى ، وخلافته أشمل من عالم الملك بل تشمل حتى عالم الملكوت ، وهو يمتلك مشروعًا متكاملًا.
الجهة المحددة والمشخصة للخليفة خارجة عن اختيار الإنسان ولا مدخلية للناس بذلك، فهي كالنبوة، وهذا متفق عليه بين المسلمين. وإن هناك اتفاق بين المسلمين أيضًا على أن المهدي من العترة الطاهرة ومن ولد فاطمة وولد فاطمة من الإمام علي (ع) وولد علي هما الحسن والحسين (من فاطمة) وهم أفضل أهل زمانهم ثم تستمر هذه الذرية بنص من الله تعالى كل إمام يأتي يعين الإمام الذي بعده إلى أن تصل إلى الإمام الحسن العسكري، فولد له ولد وهو محمد كما في الحديث اسمه اسمي أو اسمه اسم نبي.
الشيخ العاروري: الكلام عن المهدي أنه معلم علمه لدني وتحديده هذه أمور اجتهادية مذهبية وليس فيها نص أما أنه وارث الكتاب فوراثة الكتاب وغيرها هذه نصوص عامة لا يجوز حصرها بهذه الأمور لأن كل أمة عملت بالكتاب فورثت الكتاب.
– حديث الغدير تنصيبه للخلافة لم يقل به أحد من المسلمين وإنما هو بيان لمكانة وفضل علي بن أبي طالب وهذا لا نزاع فيه، ولكن أن نفهم أنه ولاية للمؤمنين ولاية الله للمؤمنين لأن الله ……….. الذين آمنوا.
السيد الزاكي: هل هناك نص من النبي (ص) أن المهدي من ولد الحسن أو الحسين؟
الشيخ العاروري: نعم الأحاديث الواردة بالمعنى أن المهدي سيمون من آل النبي (ص) أما من الحسن أو الحسين لم أجد إلا بعض الروايات التي تدل على أنه من ولد الحسن كما عن أبي داوود وفي السند كلام.
أما أنه من نسل الحسين فهذا لم يرد ولم أقف برواية صحيحة ولا حتى رواية ضعيفة حتى رواية مكذوبة لم أقف على شيء.
السيد الزاكي: هل صرح علماء السنة أن محمد بن الحسن العسكري هو الإمام الذي يدعي الرافضة أنه الإمام الثاني عشر؟
الشيخ العاروري: لم يقل أحد من أهل السنة أنه الإمام محمد بن الحسن، نعم ورد عن الصوقية ذلك.
الشيخ المنصوري: أولًا: إن مسألة الغدير ليست قضية مذهبية أو غير ذلك بل إن النبي (ص) جاء بأمر قرآني ولائي والمسألة واضحة تمامًا. النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم الرواية عن الإمام علي (ع) سنة 36 في كتاب المستخرج على الصحيحين للمقدسي أن الإمام علي جمع الناس بالرحبة وقال أست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقال نعم أنه شهد قوم أنهم سمعوا النبي (ص) الراوي يقول في نفسي شي فسألت زيد بن أرقم ولم يكن زيد حاضرًا بالرحبة فأجابه زيد بن أرقم وما تكرر من ذلك فقد سمعت النبي (ص) في غدير خم قال من كنت مولاه فعلي مولاه … وأيضًا روايات أخرى إضافة إلى المودة والمودة هي خضوع بالجوارح يعني عمل وليس فقط حب.
– نعم الإمام علي (ع) لم يمكن من الكرسي لكن الكرسي ليس هو الولاية المسألة ليست مسألة منصب بل المنصّب الله تعالى قال جاعل بالأرض خليفة أما من يعترض على ذلك فهذه مسألة طبيعية حتى الملائكة اعترضت على تنصيب آدم.
أما مسألة المهدي أنه من ولد الحسين فهناك روايات ذكرها كثير من العلماء ، الإمام الذهبي ذكر أن الراوي مختلف فيه وهذا واضح لأنه روى في فضائل أهل البيت (ع).
مداخلة الشيخ عبد العزيز الشريف:
المهدي يخرج آخر الزمان ونحن لسنا مأمورون للانتظار إلى ها الأمر. وليس من ظلم وجور فلماذا الشيعة ينتظرون؟
الشيخ المنصوري: القضية المهدوية هي للبشرية وللأرض جميعًا وليست فقط للسعودية أو العراق أو الشيعة.