Search
Close this search box.

آفات “المراء” اللسانية من منظور الأخلاق الإسلامية

آفات "المراء" اللسانية من منظور الأخلاق الإسلامية

إن “المراء” هو عبارة عن انتقاص كلام الآخرين لكشف ما فيه من عيب ونقص ويقوم به الأشخاص لإثبات تفوقهم وبدافع التظاهر.

من آفات اللسان التي تتسبب في تدمير العلاقات وزرع العداء محل الحبّ والمحبة هي”المراء”،  والمراء هو طَعنٌ في كلامِ الغَيرِ لإظهارِ خَلَلٍ فيه، من غيرِ أن يرتَبِطَ به غَرَضٌ سِوى تحقيرِ الغيرِ.

والمراء يعني المخاصمة والمجادلة وعند علماء الأخلاق يعني “استنقاص كلام الآخرين لكشف عيب ونقص فيه”.

والمراء هو المجادلة و الخصومة مع شخص أو جماعة بهدف إظهار القوة و الغلبة على الطرف الآخر والتنقيص منه، والتمرد عن قبول الحق حال ظهوره، لا بهدف معرفة الحق أو بيان الحقيقة بنية صادقة وخالصة، ولذلك فلا تنتهي المماراة الا بالخصومة والنزاع أو تأجيج نار الحقد في النفوس.

ويقوم الشخص بـ المراء بدافع إثبات التفوق وفرض السلطة ويقوم خلاله بالتشكيك في كلام الآخر وكشف عيب أو نقص فيه ليثبت بذلك ذكاءه وتفوقه ولهذا يعتبر المراء من الصفات السيئة النابعة من السيرة السيئة للشخص.

ومنع علماء الدين من ممارسة المراء لما فيه من نتائج سلبية وروي عن رسول الله (ص) قوله “لا تمار أخاك” وفي رواية أخرى قال (ص) “أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًا”.

والمراء يعتبر مرضاً أخلاقياً يستهدف روح الإنسان وله أسس أخرى في نفس الشخص منها الحسد والكبرياء وحب المال والمقام. ومن نتائج هذا الفعل القبيح هي موت القلب، والبقاء على الجهل، وإتلاف العمل الصالح، وتدمير رباط الصداقة، وخلق البغضاء والنفاق.

إن غفلة الإنسان عن العواقب السيئة لـ”المراء” يتسبب في تأثره بهذا الفعل القبيح؛ ولذلك فإن ظهور آثار “المراء” الضارة في مختلف الجوانب والأبعاد يجعل النفس تكرهها والطريقة الأخرى لتجنب هذه الرذيلة هي التعامل معها بطريقة عملية؛ يعني أن يكون الانسان صاحب كلمة طيبة ويحرص على أن يصبح هذا السلوك الطيب صفة راسخة في نفسه.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل