زوّار كربلاء اليوم … هم فاتحو القدس غدًا

زوّار كربلاء اليوم ... هم فاتحو القدس غدًا

   افتتاحية العدد الثالث والخمسين من الصحيفة الإلكترونية «#صوت_إيران» هو: الحركة الرمزية لزوار الأربعين هذا العام حول قوة الصواريخ الإيرانية ضد الكيان الصهيوني.

   في أيام يتوجه فيها ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم نحو كربلاء، اجتاحت موجة جديدة العالم الواقعي وتبعها العالم الافتراضي: «تحدي الصواريخ في الأربعين». في هذه الأيام، تنتشر مقاطع لشباب من العراق، إيران، لبنان، بل ومن دول أخرى، يصنعون بأيديهم شكل انطلاق الصاروخ ويفتخرون بذلك، في تعبير رمزي عن الصواريخ الإيرانية الدقيقة التي ضربت مواقع الكيان الصهيوني.

   هذه الحركة الرمزية تُعد بيانًا سياسيًا-ثقافيًا نابعًا من قلب حدث ديني وحضاري. فعندما ترفع اللافتات العراقية شعارات مثل: «سماؤنا تستقبل صواريخكم، وأرضنا تستقبل زواركم»، فهذا يعكس دمجًا بين القوة والزيارة؛ فالأيادي التي ترفع راية الحسين (عليه السلام) اليوم، هي نفسها التي ستقف مع المقاومة في أوقات الخطر.

   مسيرة الأربعين لطالما كانت أكبر تجمع للشيعة في العالم، لكن هذا العام تحوّلت إلى معركة متعددة الأبعاد:  على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني، تربط القلوب بكربلاء والأنظار بقوة إيران. وكما قال قائد الثورة الإمام الخامنئي (دام ظله): «الأربعين هو قوة الإسلام وقوة جبهة المقاومة»، فقد تجسّد هذا الوصف في هذه الأيام؛ حيث نرى الزوّار يسيرون من النجف إلى كربلاء، وينشرون في ذات الوقت مقاطع داعمة للهجوم الصاروخي الإيراني على مواقع العدو، مع وسمات (هاشتاغات) عربية وفارسية، ليؤكدوا أن الأربعين ليس فقط سردًا للماضي، بل هو لسان الحاضر والمستقبل للمقاومة.

   خلافًا لما يحسبه الأعداء من ضعف محور المقاومة، فإن الواقع يثبت العكس؛ فالمحور لم يتفكك بل ازداد تماسكًا ويقاتل في جبهات متعددة. هذا المحور ليس قرار حكومات، بل هو روح مقاومة في الشعوب تستلهم من عاشوراء ولا تموت أبدًا.

   الهجوم الإيراني على “إسرائيل” شكّل فرصة لتنتصر الأمة الإسلامية في ساحة المعركة وفي ساحة الرواية. فالصواريخ أرسلت رسالة قوة، والزوّار أرسلوا رسالة حب للحسين (عليه السلام)، وهاتان الرسالتان اندمجتا لتشكّلا خطابًا جديدًا: نحن عشّاق … ومقاومون. مشاهد الأربعين هذا العام تعجّ بهذا التناغم: شباب عرب يحملون صور الصواريخ الإيرانية على حقائبهم، مراهقون عراقيون يشيرون بأيديهم لحركة الصاروخ، ومستخدمو الشبكات ينشرون هذه اللحظات مع أناشيد عربية، في مشهد يُجسّد ملحمة حقيقية.

   قال قائد الثورة الإمام الخامنئي (دام ظله): «حادثة مسيرة الأربعين، ظاهرة إعجازية… وهي تدلّ على أن إرادة الله ناصرةٌ للأمة الإسلامية». وقد جسّد الأربعين هذا العام عظمة الإيمان، وجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة للمقاومة. هذا الحراك من الواقع الافتراضي وتفاعل الشعوب الأخرى مع الزوار الإيرانيين، أثبت أن شباب المنطقة لديهم روايتهم الخاصة عن القوة والروحانية، ويستطيعون التعبير عنها في الشارع كما في التواصل الاجتماعي، ليهتفوا جميعًا:

“سننتصر بلا شك”..

ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل