الجواب: علاج القلب القاسي يبدأ من لحظة سؤال نفسك هذا السّؤال. فهذا وحده دليلٌ على أنّك ما زلتَ حيًّا بالله، ولستَ كما يوسوس الشّيطان لك بأنّك “غير مبالٍ”.
لا تُصدّق هذا الإطلاق؛ فالقلب يمرّ بشتاءٍ وخريفٍ وربيع، والرّبيع هو لحظة الإحياء.. ولهذا سُمّي القرآن: ربيع القلوب.
الدّواء الأوّل: إقرأ القرآن لا كألفاظٍ تُتلى، بل كـ”دستور عمليّ” يُراد به إصلاح النّفس. حين تتعامل معه بهذه الرّوحيّة، يتولّى القرآن بنفسه إحياء قلبك: “تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله”.
وهذا الأثر لمَن عملوا بالآيات، لا لمجرّد أن يقرأوها.
الدّواء الثّاني: لا تهدم ما تبنيه، كما يقول الطّبيب: “خذ هذا الدّواء، وامتنع عن هذا الطّعام”. كذلك القرآن الكريم: {الكاظمين الغيظ – العافين عن النّاس – المحسنين}.
إسأل نفسك: هل أتناول جرعات الدّواء في وقتها؟ هل أعيش بهذه التّعاليم؟
الدّواء الثّالث: الصّحبة الصّالحة، القرآن الكريم يقول: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم…}.البيئة تؤثّر؛ فالقلب يلين مع أهل الإيمان ويقسو مع أهل الغفلة.
الدّواء الرّابع: التّفكّر وذكر الموت. إذهب إلى المقابر، تأمّل في نفسك ودنياك وآخرتك، واقرأ الأدعية التي تُنعش الرّوح، ردّد في نفسك: «اللّٰهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً…»، فالله هو الهادي وهو الوليّ.
الخلاصة الذّهبيّة: القسوة لا تُعالج بالشّعور، بل بالعمل: عملٌ بالقرآن، وصحبة صالحة، وتأملٌ يوقظ، ودعاءٌ يثبّت.
مَن سار على هذه الخطوات شعر أنّ قلبه يعود لحرارته شيئًا فشيئًا… تمامًا كما تعود الأرض للحياة في ربيعها.