Search
Close this search box.

كل ما تريد معرفته عن “أسبوع الوحدة الإسلامية”

كل ما تريد معرفته عن "أسبوع الوحدة الإسلامية"

أسبوع الوحدة الإسلامية، عبارة عن المدة ما بين 12 ربيع الأول وهي ذكرى ولادة النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم وفق الأحاديث السنّية، إلى 17 ربيع الأول تاريخ ميلاد النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم حسب الروايات الشيعية، كما أنّ أسبوع الوحدة قد تأسس في عام 1981م، باقتراح من آية الله منتظري وبموافقة آية الله السيد الإمام الخميني.

في كل سنة يتم عقد المؤتمر الدولي حول الوحدة الإسلامية من قبل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، من خلال أسبوع الوحدة الإسلامية في طهران، وهدفه أن يكون اختلاف المسلمين في تحديد تاريخ المولد النبوي الشريف مَبعثاً لوحدتهم وتكاتفهم.

تاريخ التقريب ووحدة الأديان الإسلامية

إنّ فكرة الوحدة بين المسلمين كانت موجودة منذ عصر صدر الإسلام، ولقد جددها ودعا إليها وبلغ لها في القرن الأخير مصلحون من دعاة الوحدة أمثال: السيد جمال الدين الحسيني الأسد آبادي (المعروف بالأفغاني) والشيخ محمد عبده وأتباعهما، وكذلك مصلحون من شبه القارة الهندية، كما أنتجت هذه الجهود تأسيس دار للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وأنّ هذه الدار قد تأسّست من قبل عدد من الشيعة والسنّة، حيث كان ذلك المشروع أملاً يراود كبار العلماء في العقود الماضية، ومن بينهم عدد من مراجع التقليد أمثال: آية الله العظمى السيد حسين البروجردي.

كان المؤسّسون والأعضاء الأُول لدار التقريب عدداً من علماء الشيعة ومراجعها أيضاً، أمثال: آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني، والعلامة السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي، والعلامة الشيخ محمد جواد مغنية، وعدداً من علماء السنة أمثال: الشيخ عبد المجيد سليم (شيخ الجامع الأزهر سابقاً) والشيخ محمود شلتوت (الشيخ الآخر للأزهر سابقاً) والشيخ محمد محمد المدني، والشيخ عبد العزيز عيسى (القائم بإدارة المجلة) والشيخ محمد الغزالي وسائر العلماء المعروفين في مصر واليمن والهند.

في ظل نظام الجمهورية الإسلاميّة، الذي صبّ نشاطاته على محور وحدة العالم الإسلامي منذ بداية وجوده، حيث كان قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخميني يؤكّد على هذا الأمر، حتى واصل خلفه سماحة آية الله السيد علي الخامنئي السير على هذا النهج، فأمر بتأسيس (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية).

معنى التقريب والوحدة وأهدافهما

المراد من التقريب بحسب وجهة نظر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية هو بمعنى: التقارب بين أتباع المذاهب الإسلامية بغية تعرف بعضهم على البعض الآخر عن طريق تحقيق التآلف والأخـوّة الدينيـة على أساس المبـادئ الإسلامية المشتركة الثابتـة والأكيدة. والوحدة الإسلامية تعني: التعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية على أساس المبادئ الإسلامية المشتركة الثابتـة والأكيدة واتخاذ موقف موحّد من أجل تحقيق الأهداف والمصالح العليا للأمـة الإسلاميـة والموقف الموحّد تجاه أعدائها مع احترام التزامات كل مسلم تجاه مذهبه عقيدةً وعملاً. والمقصود من المذاهب الإسلامية: هي المدارس الفقهية الإسلامية المعروفة التي تتمتع بنظام اجتهادي مُنسجم ومُستنِد إلى الكتاب والسنّة. وأنّ المدارس الفقهية المعترف بها حسب وجهة نظر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب هي عبارة عن: المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي من أهل السنّة، والمذهب الإثني عشري والزيدي والبهرة من الشيعة والمذهب الأباضي.

إنّ من أهم أهداف هذا المجمع هو السعي إلى جعل الوضع الذي يعيشه المجتمع الإسلامي المعاصر أقرب ما يكون إلى ظروف ووضع عصر الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم من حيث التأسي بجوانب الأخوة الدينية والقضاء على أجواء العداوة والعصبية الطائفية بين أتباع المذاهب الإسلامية. فإنّ مسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وتوحيد صفوف المسلمين من الآمال التي كان يتطلع إليها جميع المصلحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، وقد بذل العلماء والمفكّرون والقادة لحد الآن جهوداً كبيرةً في هذا السبيل.

تحديد أسبوع الوحدة

بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1981م اقترح آية الله منتظري في رسالة إلى وزير الإرشاد في جمهورية إيران الإسلامية آنذاك أنه من أجل التنسيق والتوحيد بين كافة المسلمين، فإن المدة بين 12 ربيع الأول. (ذكرى ولادة نبي الإسلام وفق الأحاديث السنية) إلى 17 ربيع الأول (تاريخ ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حسب الروايات الشيعية)، يجب تسجيل أسبوع الوحدة. كما استخدم الإمام الخميني هذا المصطلح في خطاب ألقاه في 29 ديسمبر 1981 في إشارة إلى اقتراحه، حيث قال في جزء من خطابه: ” لدينا أسبوع من الوحدة. “ديننا واحد قرآننا واحد ونبينا واحد”. وفقاً لبعض التقارير، فإنّ اقتراحاً كهذا له تاريخ سابق، وعلى سبيل المثال: اقترح آية الله السيد الخامنئي في عام 1356ش، – أثناء وجوده في المنفى في محافظة سيستان وبلوشستان- على العلماء السنّة في تلك المنطقة أن تقام الاحتفالات بين 12 ربيع الأول و 17 ربيع الأول.

دعا الإمام الخميني إلى الوحدة بين المسلمين منطلقاً من تاريخَي الولادة المشهورَين عند أهل السنة والشيعة وهما 12 و17 ربيع الأول، فأعلن بينهما أسبوع الوحدة الإسلاميّة. قد كان هذا الأسبوع مناسبة للمسلمين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، ومحطة تلاقٍ بين أبناء الدين الواحد، ونقطة التقاء فكري وتعايش سلمي حضاري فيما بينهم، كما أنّ هذه الفكرة لاقت فيما بعد وإلى الآن رواجاً في مختلف الدول الإسلامية، بل والدول العالمية أيضاً، فالندوات والمؤتمرات تُقام في كل عام وفي أكثر من بقعة من أرجاء العالم، ويشارك فيها المسلمون بمختلف مدارسهم العقائدية والفكرية، بل ويعرضون أطروحاتهم الفلسفية والفكرية لمناقشتها وأخذ ما يفيد المسلمين ويعمل على توحيدهم، ومن أهم الفعاليات المقامة بمناسبة أسبوع الوحدة: هو المؤتمر السنوي الدولي لأسبوع الوحدة الإسلامية الذي ينعقد في طهران.

أحداث مرتبطة

في كل عام ومن خلال أسبوع الوحدة، يُعقد المؤتمر الدولي حول الوحدة الإسلامية في إيران لتضامن المسلمين وتوافق علمائهم.

في عام 1369 ش/ 1990م، بدأ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية أعماله بأمر من آية الله خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، ومن أهداف هذا المجمع: رفع مستوى الأُلفة والوعي وتعميق التفاهم بين أتباع الديانات الإسلامية، وتقوية نظم الأخوة الإسلامية بين المسلمين.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل