Search
Close this search box.

الحرب الناعمة على الأسرة

الحرب الناعمة على الأسرة

يقول الإمام السيّد عليّ الخامنئي دام ظله حول أهميّة الأسرة: “إنّ مسألة الأسرة هي مسألة مهمّة جدّاً، القاعدة الأساس للمجتمع. الخليّة الأساس للمجتمع… إذا استطعنا أن نحفظ هذه الخلايا سليمةً، فسيكون الجهاز سليماً”(1).

نتيجة لهذا الدور الحيويّ الذي تحتلّه الأسرة، شنّت عليها حربٌ ناعمة، وتركّز الهجوم عليها بأشكال ووسائل وبرامج عديدة؛ باعتبار أنّ الحرب الناعمة هي محاولة لإخضاع الآخر والسيطرة عليه، عبر تغيير هويّته واستبدال أولويّاته فيصبح غريباً عن نفسه. الأمر الذي أحدث تصدّعات مختلفة في بنيان العديد من الأُسر، وخصوصاً تلك المتديّنة والمحافظة.

فما هي تأثيرات الحرب الناعمة على الأسرة؟ وما هي الأساليب والأدوات التي استخدمتها لتحقيق غاياتها؟

من تداعيات الحرب الناعمة
1- التفكّك الأسريّ: استطاع النموذج الغربيّ الدخول إلى المجتمعات المتديّنة والمحافظة لأسباب عديدة، من أبرزها: تصديق أنّ ما يمتلكه الغربيّ من نظرة تفوّق لنفسه، وأنّ ثقافته هي التي تتمكّن من انتشال المجتمعات من الظلام إلى رحاب الحضارة والتمدّن.

في النموذج الغربيّ للأسرة، تنتفي الهويّة والقيم والوظائف والأدوار التي ترسم ملامح المجتمع المتديّن، ويصبح الإنسان مجرّد آلة للإنتاج، ليس إلّا. وقد لعبت الفضائيّات ووسائل التواصل دوراً في تقديم أفكار ونماذج وسلوكيّات، جعلت من التماسك الأسريّ عرضةً للأخطار، خصوصاً أنّ هذه الوسائل تشغل حيّزاً كبيراً من حياة الأفراد، وتبعدهم عن الاهتمام بأدوارهم الأسريّة، بما تحمله من مضمون هزيل يسلب الأسرة مكانتها الحاضنة للأفراد والقيم، ويجعل منها مجرّد مكانٍ للمنافع والمصالح الفرديّة، وتلبية الرغبات والشهوات، فأضحى كلّ فرد يبحث فيها عمّا يشبع رغباته هذه، فتخلّى عن الوظيفة الأساسيّة في التربية والتنشئة(2).

2- عادات دخيلة: إدخال الكثير من العادات والتقاليد والقيم الغريبة عن المجتمع إليه، بالأخصّ تلك التي تتنافى مع الهويّة الجمعيّة. وتبرز الخطورة بشكلٍ أكبر عندما تصبح القيم الوافدة جزءاً من الذات والهويّة، ممّا يؤذّن بإنتاج مجتمع جديد، يحمل قيماً وهويّة أخرى. وتبرز الخطورة أيضاً عندما يُستتبع الأمر بتقديم قُدوات مجتمعيَّة، وصناعة أبطالٍ ونجوم لا حقيقةَ لهم، أو أنّهم يعبّرون عن ثقافة أخرى مختلفة(3).

3- استسهال السلوكيّات المنافية لقيم المجتمع: من جملتها القيم الدينيّة، باعتبار أنّ ما تروّج له الحرب الناعمة على نحو متكرّر (وجاذبٍ بشكلٍ ما) يجعل المستنْكَرَ والمرفوض سهلاً وبسيطاً؛ فالفرد يشاهده عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ويستمع إلى من يوضّح عدم خطورته وتنافيه مع قيم الدين، فيسهل عليه القيام به. لذلك، تقول إحدى الدعوات الناعمة في الحرب على المجتمع، إنّ عبادة الله والتقرّب إليه، (والعبادات تحصل في مكان خاصّ هو المسجد مثلاً) لا تتنافى مع تمتّع الشخص بكلّ ملذّاته الدنيويّة، ولو كانت منافيةً للفطرة والإنسانيّة(4)!

4- تنشئة أجيال بنمط حياة يخالف هويّتها: أي التنشئة الاجتماعيّة للأجيال على أساس أنماط حياة خاصّة وقيمها، وصناعة جيلٍ جديد يختلف في تربيته واهتماماته وسلوكيّاته عن الأجيال السابقة، ممّا يؤدّي إلى إيجاد شرخ وانفصال بين الأجيال ونسيان للهويّة. وفي هذا الإطار، تلعب وسائل الإعلام والمعرفة الدور الأبرز في إزالة قيمة وتثبيت أخرى، أو ترسيخ وضع قائم، ومنع آخر، ويحدث ذلك من خلال ما تطرحه من نماذج قد تتعارض مع متطلّبات الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة، التي تسعى الأسرة لجعل الأبناء يتكيّفون مع مطالبها وللأحكام التي تضبط أساليب تحقيق الاحتياجات(5).

حيَل الحرب الناعمة على الأسرة
وفي ما يأتي، سنعرض أهمّ الأساليب أو الأدوات التي استخدمتها الحرب الناعمة لتفكيك الأسر، منها:

أوّلاً: المسلسلات التلفزيونيّة

إذا كان دور المسلسل التلفزيونيّ تقديم نماذج للحياة الاجتماعيّة والعائليّة وأنماط الحياة الصحيحة في المجتمع، فكلّ تغيير يحصل يُفهم على أنّه جزء من هويّة المجتمع، فكيف إذا كان يحكي ثقافة الآخر وقيمه المختلفة قيميّاً عن المجتمع؟!

لا شكّ في أنّ التلفزيون ببرامجه، بالأخصّ مسلسلاته، يساهم في هدم الكثير من القيم الأسريّة وتغييرها. وتبدأ إشكاليّة التخلّي عن القيم والإقبال على أخرى غريبة عن الهويّة، عندما يبدأ التقليد الأعمى في الغالب لسلوكيّات شخصيّات المسلسل. جاء في دراسة تحت عنوان: “أثر المسلسلات التركيّة التي تُعرض على القنوات الفضائيّة العربيّة على المجتمع الأردنيّ”(6)، أنّ نسبة مشاهدة المسلسلات التركيّة المدبلجة بلغت 82%، وأنّ حجم التأثير الذي تتركه على جوانب الحياة الأسريّة كبير جدّاً. وفي دراسة مشابهة(7) حول تقليد الشباب للمسلسلات التركيّة، تبيّن أن 76% من المستجوَبين يقلّدون المسلسلات التركيّة من حيث الجانب العاطفيّ، و29% يقلّدونها من حيث الألفاظ والكلمات، و33% يقلّدونها من حيث الحركات والإشارات، و72% يقلّدونها من حيث الملبس والمشرب. وهنا، يكمن سرّ الخطورة في تأثيرها في المجتمع.

وتساهم هذه المسلسلات في تفكّك الأسرة؛ لأنّها تروّج لأنماط الحياة الغربيّة، واستسهال العنف والطلاق والعلاقات المحرّمة، ثمّ الشذوذ، والمساكنة، وإهانة الدين، والتمييز الاجتماعيّ، والحرية غير المقيّدة، والتهرّب من الواجبات العائليّة، والتبرير للخيانة، واقتفاء أثر القدوات السيّئة(8).

ثانياً: مواقع التواصل الاجتماعيّ

باتت وسائل التواصل الاجتماعيّ واحدة من الاهتمامات الأساسيّة، لجميع الأجيال دون استثناء. وقد أثبتت الدراسات أنّها خرجت من كونها مجرد أدوات ووسائل، إلى أنّها ذات أبعاد ثقافيّة ومعرفيّة بما تحمل من قيم في الشكل والمضمون. وهذا ما يتبدّى من مقدار المحاكاة لها عند المهتمّين(9)، فلم يسلم الأفراد من تبعاتها وتأثيراتها السلبيّة، مثل الانطوائيّة والفردانيّة، اللتين ساهمتا في تفكيك الأسرة.

كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعيّ في بروز مفاهيم غاية في الخطورة، منها:

1- الاختلاط الإلكترونيّ: وما يستتبعه من سلوكيّات قد تبدو غير صحيحة في الكثير من الأحيان؛ فتختلط الأحاسيس والعواطف والنزوات بسلوكيّات الفرد عن بُعد، فيتّجه نحو التقليد البعيد كلّ البعد عن قيم المجتمع. طبعاً، لم يكن لهذا النوع من التواصل أن يتحقّق، إلّا بعد أن فاضت وسائل التواصل الاجتماعيّ بحالات من هذا القبيل. وتبيّن الدراسات العديدة التي أُجريت في هذا المجال، أنّ أغلب العلاقات التي تترتّب على الاختلاط الإلكترونيّ محكومةٌ بالفشل؛ بسبب توفّر البدائل الجاهزة والسريعة، مضافاً إلى حجم الكذب المبالغ فيه من أحد الطرفين أو كليهما(10).

2- تلاشي حواجز الحياء والعِفَّة بين الأفراد: بسبب فقدان الرقابة وعدم وجود الوازع الأخلاقيّ، فتصبح هذه المواقع منصّاتٍ للتواصل غير الحقيقيّ، التي يسهل استغلالها من المتربّصين بقيم الأفراد(11).

3- ضرب بنيان الأسرة من الداخل: الأمر الذي يؤدّي إلى ازدياد المشاكل العائليّة كالطلاق والخيانة، عدا عن تسهيل الابتزاز وشيوع المشاعر السلبيّة داخل الأسرة، وما إلى هنالك من نتائج كارثية(12).

ثالثاً: تطبيع الشذوذ والانحلاليّة

استكمالاً لما سبق، فإن ما يترتب على انتشار أنماط حياة الغرب، واستسهال السلوكيات المنافية لأخلاق مجتمعاتنا كالشذوذ مثلاً، دفعت أصحابها للبحث عن مسميّات تخفف من وطأة النفور منه؛ لتخفيف استنكاره، متخذةً وسائل شتى، منها:

1- إطلاق مسميّات أقلّ قبحاً: لطالما اعتبر الشاذّ أو المنحرف “هو الذي يمارس انحرافات أو صور نشاط تناسلي، ليس في اتفاق مع الثقافة أو الأعراف العامة لمجتمعه أو دولته”(13). على أنّ هذا التعريف لم يبق على حاله، حيث بدأت تغيب عبارة “الشذوذ الجنسي” من كتب علم النفس، وتمّ استبدالها بعبارة “المثلية الجنسية”. وكذلك حصل هذا التبديل في الطبّ العصبي، الذي كان حتى سنة 1953م، يصنّف الجنسية المثلية على أنّها نوع من الاضطراب الجنسي لشخصية مصابة بمرض عقلي “psychopathic personality”، إلّا أنّه إثر تحرك جهات معينة، حذف مصطلح الجنسية المثليّة من دليل الأمراض العقلية ليوضع مكانه “اضطراب في التوجه الجنسي”(14).

2- إنشاء جمعيات داعمة للشذوذ: إنّ الخروج إلى العلن الذي نشاهده اليوم في قضايا الشذّوذ، يعود إلى الدعم الذي تقدمه المؤسسات الدوليّة، وجمعيات الدفاع عن حقوق الشواذّ في العالم. وقد تجلّى هذا الدعم في مواقف عدّة، من بينها ذلك الموقف الذي حدث في العام 2008م. عندما قامت 117 منظمة تعمل في مجال الصحة وحقوق الإنسان بالاعتراض على حكم محكمة في مصر، قضت بالحكم بالسجن على خمسة مصريين، بتهمة الشذوذ(15).

3- برامج الأطفال الكرتونيّة تبثّ رسائل غير بريئة: كشفت دراسة أجراها موقع Buzzfeed عن وجود برامج كرتونيّة عدّة، تعمل على خلق الشذوذ الجنسي لدى الأطفال، من خلال الإيحاءات والألفاظ والمشاهد، فضلاً عن التطبيقات والإعلانات الرقميّة التي تفاجئ الطفل حينما يستخدم لوحه الرقميّ، بهدف تقديم سلوك يُراد غرسه بشكل مبهم، لكن يلتقطه اللاوعي ويخزنه، وشيئاً فشيئاً تصبح هذه المشاهد مألوفة لدى الطفل، ثمّ تصبح أمراً طبيعياً قابلاً للتجربة والمحاكاة في المستقبل.

4- التطبيقات الرقميّة: لا تصعب ملاحظة ما تقدمه أبسط التطبيقات لترسيخ حالة الشذوذ وتطبيعها وتقديمها على أنّها جزء من الحياة الطبيعية، فتكفي جولة صغيرة على الصور الرمزية أو الوجوه الضاحكة (Emoji) في تطبيق WhatsApp، بعد تحديثه وإضافة صور متنوعة للشواذّ: عائلة مكوّنة من رجلين وأطفال، أو من سيدتين وأطفال، أو قلوب تجمع بين شابين أو فتاتين. كما أن تطبيق الفايسبوك الذي يشدد قواعده تجاه بعض الأمور بحجّة أمان مجتمعه، نجده يقبل بإنشاء صفحات للمثليّين بشكل صريح، تتيح لهم التعارف ورفع الشعارات وتنظيم الندوات وبعض أشكال الحراك دون أدنى قيود أو شروط.

رابعاً: مشروع تمكين هويّة الأسرة وتغييرها

بدأت المشاريع الأمميّة لتمكين المرأة منذ أربعينيّات القرن الماضي عندما وضعت المنظمة الدوليّة استراتيجيّاتٍ ومعاييرَ وبرامجاً وأهدافاً تحت عنوان “تمكين المرأة من القضاء على أشكال التمييز كافّة ضدّها”. ثمّ توالت المؤتمرات واللّقاءات والمعاهدات الدوليّة حول هذه القضيّة، وصولاً إلى إقرار وثيقة منهاج بكين عام 1995م. أمّا ما يعنينا في هذا المقال من كامل مشروع التمكين، فهو:

1- الدعوة إلى حريّة العلاقات الجنسيّة واعتبارها حقّاً من حقوق المرأة، وإلى تحديد النسل، والاعتراف بالشواذّ، والسماح بأنواع الاقتران الأخرى، ورفض الزواج المبكر، وغيرها.

2- إلغاء الخصوصيّات، والعمل على الترويج للمساواة الكليّة بين المرأة والرجل دون لحاظ أيّ فوارق بينهما. مضافاً إلى إلغاء مفهوم “ربّ الأسرة”، وتكريس المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والفرص، والوصول إلى الموارد، وتقاسم المسؤوليّات.

هذا غيض من فيض الأفكار التي تضمّنها مشروع التمكين، والذي يجعل الفرد، وخصوصاً المرأة، بعيداً كلّ البُعد عن الأدوار والوظائف الحقيقيّة والتكامليّة في بناء الأسرة، والنهوض بالمجتمع عامّةً نحو أهداف إلهيّة؛ فعندما يلغي الفرد خصوصيّاته، ولا يؤدّي الدور المطلوب منه طبق استعداداته التي أودعها الله فيه، عندها، لا يبقى أيّ قيمةٍ للأسرة.

نحو المواجهة والتصدّي
على الرغم من قدرة الحرب الناعمة في التأثير، إلّا أنّها ليست قدراً للشعوب لا يمكن التخلّص منه، بل على العكس؛ إذ يمكن مواجهتها عن طريق تمتين البنية الثقافيّة والفكريّة في المجتمع، من خلال:

1- العمل بشكلٍ منضبط ومخطّط له لتعميق الثقافة الذاتيّة والهويّة الخاصّة التي تشكّل أساس المجتمع.

2- مبادرة الجميع، خصوصاً أفراد الأسرة، للعب الدور المطلوب على مستوى الوعي؛ الوعي بالذات وبالتهديدات وبالقدرات الذاتيّة الكامنة والقادرة على تجاوز المخاطر.

3- مواءمة المجتمع والأسرة بين الذات ومجالات الحياة كافّة؛ فلا بدّ أن تحكي برامجنا ومناهجنا المدرسيّة، وكتبنا، ووسائل إعلامنا، وجوانب حياتنا كافّة، عن ذاتنا، وتدعم وجودها.

وبهذه الخطوات وغيرها نستطيع أن نتجاوز تهديدات الحرب الناعمة، للأسرة خصوصاً والمجتمع عموماً.

1- كتاب: المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي دام ظله، ص 59.
2- الفضائيات وسوء استخدام الإنترنت من أسباب تفكك الأسرة، عصام همام، موقع alrams.net تاريخ النشر: 06/07/2010م.
3- الفضائيات بين الإيجابيات والسلبيات، منيرة الحوشاني، شبكة الألوكة 2012م.
4- (م.ن).
5- أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام، د. فتحية بنت حسين القرشي، دراسة جامعية، 17/3/2008م.
6- “أثر المسلسلات التركية التي تعرض على القنوات الفضائية العربية على المجتمع الأردنيّ” للباحثة منال مزاهرة، 2011م. انظر: مجلة الجامعة الإسلاميّة للبحوث الإنسانيّة، العدد الثاني، تمّوز 2013م، ص 363–395.
7- القيم التربويّة والاجتماعيّة في المسلسلات التركية المدبلجة، زهراء عجمي، رسالة جامعيّة 2015م.
8- “القيم التي تقدمها المسلسلات المدبلجة المعروضة في القنوات الفضائيّة العربيّة، ومدى إدراك المراهقين لها”، الباحثة دينا النجار، موقع لها أونلاين، أُجريت عام 2007م.
9- لمزيد من المعلومات راجع كتاب: المباني الفكرية لوسائل التواصل الاجتماعي، إعداد: مركز المعارف للدراسات الثقافية، 2021م.
10- موقع Rt، مقال: أرقام مدهشة في دراسة إحصائية عن “الحب عبر الإنترنت” 25/10/2013م.
11- (م. ن.).
12- موقع العربية: الحدث، مواقع التواصل سبب في 50% من “الطلاق” بالإمارات، 29 أكتوبر 2015م.
13- ذخيرة علوم النفس، دسوقي، ص 1065.
14- الشذوذ الجنسي عند المرأة، الخرسه، ص 207.
15- ظاهرة الشذوذ في العالم العربي (دراسة)، د. نهى قاطرجي، مجلة البيان العدد 271، ربيع الأول 1431هـ .

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل