Search
Close this search box.

ماذا يُريد هو وماذا تُــريد هــــي؟

ماذا يُريد هو وماذا تُــريد هــــي؟

الشيخ علي رضا بناهيان

أيّها الزوجان، بعد أن تعرّفتما على كون المحبّة والتواضع يمثّلان معاً مفتاحاً للسعادة الزوجيّة، يستكمل هذا المقال بعض الأسرار للسعادة الزوجيّة، على أمل أن تساهم في بثّ الأجواء الإيجابيّة داخل كلّ بيت.

*إدراك الخصائص
يحصل كثير من المشاكل والخلافات في الحياة الزوجيّة، بسبب عدم معرفة النساء والرجال بالطرف الآخر. فكما أنّ للرجال خصائصهم ومقتضياتهم الخاصّة بهم، التي كثيراً ما تخفى على النساء، كذلك للنساء خصائص ومقتضيات خاصّة بهنّ، كثيراً ما تخفى على الرجال. وهذا هو السبب في كثير من الالتباسات الواسعة التي تحصل في حياة الزوجين.

قد تتصوّر المرأة أنّ الرجل مثلها؛ فتقارن سلوكه بنفسها وتقوم بدراسته على هذا الأساس. وكذلك الرجل، يتصوّر أنّ المرأة مثله؛ فيقارن سلوكها بنفسه ويقوم بدراستها على هذا الأساس.

فعلى سبيل المثال: يرى الرجل أنّ امرأته قد مرّت أمامه بدلال، فيقارن هذا السلوك بنفسه ويتصوّر أنّ زوجته قد شمخت بأنفها. الواقع هو أنّ المرأة تتدلّل عليك حتّى تُدلّلها.

وقد يدخل الرجل بيته فيصدر أوامر عدّة؛ لأنّه يريد أن يجسّد اقتداره أمام زوجته، لكنّ المرأة سرعان ما تتأذّى من هذا التصرّف، وتتصوّر أنّه أصبح عديم العاطفة ويتأمّر عليها كثيراً. خاطبيه بكلمات الاحترام لتَرَيْ كم سيكون طيّعاً ليّناً. يلين الرجل بسرعة على قوّته بسماع كلمة “على عيني” من زوجته إذا طلب منها شيئاً.

* الاختلاف لا النزاع
ثمّة من يغضّ النظر عن الاختلافات بين الرجل والمرأة، فيدّعي بتعسّف أنّ توقّعات كل من الرجل والمرأة عن الآخر سواء، ونوعيّة حبّ كلّ منهما للطرف الآخر سواء. لقد حذفوا اليوم العلاقة المحكمة بين الزوجين، القائمة على المفتاح الذهبيّ، واستبدلوا بها علاقة واهنة ومحيّرة زائفة.

ومع الأسف، حتّى في برامج التلفزيون، لا ينتهي اليومُ ولا نمسي إلّا ويُعرض مشهد تهين فيه امرأةٌ رجلاً وتكسر نخوته أمام ملايين الناس.

نعم، لا بأس للزوجين أن يتنازعا في قضيّة ما وبشكل خفيف، ولكن لا ينبغي أن تنكسر عزّة نفس الرجل، كما لا ينبغي أن ينكسر قلب المرأة. إنّ مَثَل الرجل والمرأة كمثل المشط والشعر؛ المشط صلب قويّ، والشعر مَرِن لطيف، إلّا أنّ بإمكانهما التعامل أثناء عمليّة التمشيط. أمّا العلاقات التي تعرض لنا اليوم عبر الإعلام، فهي علاقات مخدوشة ومحيّرة، وتجعل المرأة والرجل في حيرة من أمرهما.

* المفتاح الذهبيّ: معرفة الاختلاف
المفتاح الذهبيّ للعلاقة بين الرجل والمرأة؛ هي أن يعرف الرجل ماذا تريد منه المرأة، وتعرف المرأة ماذا يريد منها الرجل. فهذا هو المفتاح الذي يثبّت العلاقة.

على كلّ حال، ليخاطب أحدكم زوجته بأرقّ الألفاظ، وإيّاك أن تجرح مشاعرها وتمسّ لطافة روحها بسوء. عليك أن تتعامل معها كريحانة.

* غيرة الرجل فخرٌ للمرأة
أتعلمون بماذا تتكلّم المرأة عندما تريد التفاخر على باقي النساء؟ أتعلمون بماذا تتفاخر على أترابها؟ -طبعاً لا أحد من النساء يُعلم الرجال بهذا الأمر- إنّها تتحدّث عن غيرة زوجها عليها، فمثلاً تقول: “إنّ زوجي ينزعج كثيراً إذا أردت أن أذهب إلى المكان الفلانيّ وحدي”. وباقي النساء يستمعنَ إليها بحسرة ويقلنَ في أنفسهنّ: “يا لها من سعيدة الحظّ! الظاهر أنّ زوجها يحبّها كثيراً”. نعم، المرأة تطلب العاطفة والغيرة معاً من زوجها، إلى جانب هذا تعتبر غيرة زوجها دليل حبّه لها.

* الانتهازيّة المنمّقة
قد يُساء -مع الأسف- استغلال الفوارق الروحيّة بين المرأة والرجل في مجتمعاتنا، ممّا يؤدّي إلى انتهازيّة منمّقة جدّاً؛ فتقول من جهة إن المرأة لا بدّ أن يكون لها حضور فعّال في المجتمع والعمل خارج المنزل، ومن جهة أخرى، نرى أكثر النساء يشغلن وظيفة السكرتارية في الدوائر العامّة. وعندما يُسأل رئيس العمل عن سبب كونها سكرتيرة لا غير، يجيب إنّ المرأة أكثر إطاعة لأوامره من الرجل.

صحيح أنّ المرأة بفطرتها تحبّ أن تكون مطيعة للرجل –ليس مطلقاً- لكنّكم لماذا تسيئون استغلال هذه الصفة فيها؟ لماذا هذا الخلط كلّه؟

لقد صرّح يوماً الإمام الخامنئيّ دام ظله ضمن اعتراضه على هذا الوضع المزري قائلاً: “لماذا تجعلون المرأة سكرتيرة في دوائركم؟ لماذا لا تمارسون الطباعة أنتم؟ قوموا بهذه الأعمال الخدميّة بأنفسكم”!

(*) مقتطف من كتاب: المفتاح الذهبيّ الحياة المشتركة – بتصرّف.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل