ماذا تريد أن تُصبِح عندما تكبُر؟ هذا هو السؤال الذي نسأله للأطفال دائماً، ولكن هل فكرنا لماذا؟
الجوابُ بسيط لأنَّ الإنسان مخلوقٌ جُبلَ على التفكير الدّائمِ بالمستقبل، هذه الكلمة الضبابية البعيدة، فالمستقبل بالنسبة لنا كلُّ ما هو قادم ولا نعرفُ ماذا يخبِّئ، فالبعض منّا يجلس وينتظر القادم المجهول، والآخر يشغل باله التفكير وتتملّكه الأحلام حول المستقبل وما ستؤول إليه حياته فيه.
بالطّبع ليس سيئاً أن تحلم، ولكن السيء هو أن نبقى عالقين في الأحلام فقط!
فالمستقبَل لن ينتظر، سوف يأتي عاجلاً أم آجلاً وستجدُ نفسك فيه بلا أيّ رصيدٍ إضافي سوى أحلامك التي لن تُغني ولن تسمن من جوعٍ وقتها.إذن عليك أن تنفضَ عنك غبار الأحلام وتبدأ في التخطيط لتنفيذها على المستوى البعيد، ستجدُ صعوبةً في بداية الأمر ولكن تحلّى بالصبر حتى تقطفَ ثمار أحلامك ناضجةً حلوةَ المذاق..
الخطوة الأولى بعدَ أن يستقرَّ الحلمُ في عقلك وقلبك هي وضعُ أهدافٍ قصيرةَ المدى لتنفيذها سريعاً، فهذه هي الدرجات التي ستصعدُ بها إلى القمّة، فإذا كان حلمكَ مثلاً أن تنال شهادة الدكتوراه عليك أن تبدأ بالتخطيط له منذ الآن، فهذا هو هدفك طويل المدى، اختر الجامعة المناسبة لتجتاز مرحلة البكالوريوس أولاً، ادرس بجدّ حتى تتخرّج بمعدَّل جيد جداً مما يزيد بفرصتك التالية، ابدأ بالتسجيل في الدورات التي تدعمُ مجالك وثقافتك، تعلّم لغةً أخرى خصوصاً إذا كنت تريد نيل هذه الشهادة من بلدٍ غير بلدك.
اعمل بجدّ وبترتيب خطوةً بخطوة، اتّبع خطتك ونفّذها، ثمَّ قيِّم النتيجة التي توصّلت إليها، فقد تحتاج خطتك إلى تعديل بين الحين والآخر، ولكن مهما واجهتك من صعوبات فسِر نحو هدفك ولا تستسلم.
طريق تحقيقِ حلم المستقبل ليست بالطريق السهلة المعبّدة بالأزهار!
بل هي طريقٌ واقعي فيه من العقبات الكثير، وحتى تجتازه يجب أن تكون مؤمناً بحلمك وواثقاً من قدراتك، فقدرات الإنسان لا حدود لها، إن أحسنَ استخدامها تُعطيه نتائج تفوق توقعاته.
حتى تنجح وتجتاز هذه الطّريق عليك أن تتحلّى بالصبر وأن تتخلَّص من العادات السيئة التي تستنزف طاقاتك وجُهدك، والأهم من هذا كله عليك ألّا تُصغي لأيٍّ من كلمات الإحباط وتثبيط الهمم التي يبثّها بعض الأشخاص السلبيين في طريقك، واجعل إيمانك بحلمك أكبر من كلّ هذه الأمور.