لقد ساهم الإنترنت وبشكل مباشر على إنشاء تعارف وصداقات وخاصة بين الشباب من خلال الدخول والدردشة في المواقع التواصلية..
ولكن نقولها وبألم أنه لا يخفى على القاصي والداني الآثار السلبية التي تؤدي بالشاب إلى مشاكل لا يحمد عقباها إثر الاستعمال الخاطئ للإنترنت، ومن أهم تلك الآثار وأخطرها تلك التي تدمر العزيمة لدى الشاب هي الانطواء والعزلة تلك الحالة النفسية التي تمر على الإنسان فتساهم بإبعاده عن مجتمعة والعزلة عنهم، فيفضل البقاء بمفرده وحيداً.
نحن لا نشك لحظة واحدة بأنّ الإنترنت مغرٍ وجذاب للناس أجمع وبالخصوص الشباب منهم،مما ينتهي بهم إلى إدمان التصفح والولوج لشبكات التواصل أو الألعاب أو غيرها، والذي يؤدي سريعاً إلى عزل الشخص عن مجتمعه الحقيقي الواقعي لأنه اندمج وتلاحم مع العالم الافتراضي الرقمي الوهمي فيشكل خطراً عظيماً على نفسيتهم وأبدانهم.
وهذا يؤدي إلى هدر طاقة الشاب في بناء عالم وهمي وغير واقعي وغير دائم، على حساب تركيز قوته وتكريسها في بناء عالمه الحقيقي الواقعي الدائم.
وعند فشله في الوصول لمبتغاه في العالم الوهمي الذي كلّفه الكثير من الوقت والجهد، سيشعر حينئذٍ بخيبة أمل وضعف شديد، يصاحبه شعور خطير جداً وهو شعوره بأن الوقت لا قيمة له عنده.
وقد يتولّد من هذا الشعور سؤال أخطر (ما هي قيمتي وفائدتي؟).
فتبدأ الهواجس ووسوسة شياطين الجن والإنس في ذهنه، فيؤدي به على أسلم التقديرات إلى الانعزال شيئاً فشيئاً عن مجتمعه الحقيقي، أو لا قدّر الله تعالى قد يفكر بإنهاء حياته البائسة بنظره.
ولكن إذا عرف الشاب قيمة الوقت ليتعلّم شيئاً مفيداً له ولمجتمعه، كتعلّم لغة ما، أو صنعة ما.. فقد تأتي الإجابة على السؤال الذي يدور في خلده (أنا مهم ومفيد ولي قيمة، ووقتي ثمين).
وفي الوقت ذاته علينا ألّا ننكر أنّه يمكن من خلال الإنترنت أن يتعلّم شيئاً ما، أو يلعب لعبة تنمّي فكره، أو يتصفّح شبكات التواصل الاجتماعي ليتواصل اجتماعياً مع مجتمعه بالعالم الواقعي، وقد يؤمّن للبعض فرصة عمل جدّية وجيدة..
ولكن كم من هؤلاء، من مجموع العاطلين عن العمل؟!
وهذه المشكلة أيضاً تعد حجة وسبباً للبعض لأحقيته في الدخول للنت وتصفحه، فيكون تصفحه هنا وهناك عبثاً وسرعان ما يتحول إلى إدمان لا يمكن الخلاص منه، فترجع دائرة العزلة والانطواء.